اكبر خطأ نرتكبه في حق انفسنا هو عدم تقبل انفسنا كما نحن.. لكل انسان سلبيات و ايجابيات امر طبيعي جدا و لكن الغير طبيعي ان يرفض الانسان نفسه مما يولد حالة من الصراع الداخلي مع النفس الذي يدمر الاتزان النفسي لانسان..
تتعدد الاسباب التي تؤدي ببعض الاشخاص الي الحالة المرضية المعروفة بكره الذات فقد يكون الانسان نشأ في ظروف اسرية شديدة عاني من قسوة الاباء و التعنيف المبالغ للطفل الذي ينعكس سلبآ عليه و يبدأ في كره الذات لانه لم يتعود علي تدليل ذاته..
ايضآ بعض الحالات ناتجة عن اهتمام الاهل المبالغ بكلام الناس و ترديد علي مسامع الطفل عبارات تحذره من كلام الناس مثل الناس يقولو كذا الخ.. مما يجعله دائم التركيز مع من حوله فيتأثر بسهولة بأي كلام سلبي يسمعه ممن حوله..
من الاسباب ايضآ شخصية الطفل الحساسة التي تتأثر بسهولة بالنقد..
ايضآ من الاسباب المؤدية لتلك الحالة كون الطفل مميزآ بصفة معينة مما يسبب غيرة من حوله من الاطفال..
ايضآ من الاسباب قلة الثقة بالنفس خاصة اذا لم يكن الطفل متقبلا لشكله الخارجي مما يولد عقدة تكبر مع الزمن بعض الحالات قد يفوقه احد اخوته جمالآ مما يسبب عقدة مقارنه بينه و بين اخوته..
بعض الحالات نتيجة شخصية الطفل الغير قنوعة و بعض الحالات تكون غيرة شديدة في شخصية الطفل مما يؤدي الي جعله دائم المقارنة بينه و بين غيره..
النقطة المشتركة بين جميع هذه الحالات ان الخطأ في البداية يقع علي الاسرة التي لم تتعلم كيف تحتوي طفلها منذ الطفولة و لم تزرع فيه الرضا و القناعة..
هنا نناقش نقطة هامة كيف يمكن للانسان ان يتصالح مع ذاته..
في البداية علي الانسان يدرك ان كل انسان يرتكب اخطاء و عند التعلم من هذه الاخطاء و عدم تكرارها مرة اخري يمكن التغلب علي هذه المشكلة لذا علي الانسان ان يسامح نفسه علي اي خطأ ارتكبه في حقها.. جميل ان يلوم الانسان نفسه علي اخطائه ليصلحها لكن الخطأ ان يتحول الامر الي وسواس يطارده في،كل لحظة..
يدخل تحت بند مسامحة النفس علي الاخطاء ان يعتذر الانسان الي نفسه عن اي خطأ ارتكبه في حقها.. مما سبب لها الاهانة و التجريح.. و يعاهدها علي عدم تكرار بعض الحماقات التي ارتكبها...
يدخل تحت هذا البند تحديد الجوانب الايجابية التي تملئ النفس و تعزيزها مثل صفات الصدق و الامانة الطيبة الخ..
ايضآ يدخل تحت هذا البند تقديم الدعم و المساعدة للغير.. فهذا يولد طاقة ايجابية عالية تدعم الثقة بالنفس..
ايضآ يدخل تحت هذا البند القيام بدور ايجابي في المجتمع فلكل انسان دور مؤثر في المجتمع يظهر من خلال الجانب العلمي او العملي او الانشطة الخيرية في المستشفيات و الملاجئ و دور المسنين الخ..
ايضآ يدخل تحت هذا البند الرضا و القناعة بما في اليد سواء عن الشكل الخارجي او الظروف الاجتماعية او الاسرية او المادية الخ..
الجانب الروحاني له دور كبير التقرب الي الله بالعبادات و الاعمال الصالحة يدعم الاتزان النفسي تمامآ و حسن الظن بالله يجعل الانسان راضيآ عن حاله..
و في النهاية علي الانسان يدرك انه لا يوجد نفس كاملة و خير الخطائون التوابين..
-
Menna Mohamedكن في الحياة كعابر سبيل و اترك ورائك كل اثر جميل فما نحن في الدنيا سوي ضيوف و ما علي الضيف الا الرحيل الامام علي بن ابي طالب