( أمّنا الأرض تسْتصْرخكمْ )
على هامش مؤتمر المناخ بمراكش .
نشر في 18 مارس 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لاشكّ أن أمّنا الأرض ،تمرّ اليوم في ظروف دقيقة ، إنْ لمْ نقلْ في ظروف عصيبة ،فالاحتباس الحراري يشدّ الخناق...وتفكّك ثلوج القطبين ينذر بالطوفان،والثقب بطبقة الأوزون يتوعّد بالويلات ،وبين هذا وذاك ، تظهر بصمات الإنسان :
على أنّه من الأسباب المباشرة ، في تورطه وعن قصد في
هذه الجرائم البيئية الكبرى،وإلى حين تستدرك المنظمات
والأمم ، خطورة هذا الوضع المتأزم ، عليْنا أن لا ننسى أن
هناك جرائم بيئية صغرى، في محيطنا وداخل مجتمعاتنا، إذ
علينا جميعا مكافحتها بالوعي والتحسيس ، وهذا منطلق
جوهري وضروري ،من أجل غد أحسن ومستقبل أفضل .
( أمّنا الأرض تستصْرخكمْ )
أمّنا الأرض ، ضاقتْ بما رَحُبَتْ و ظنّ أهلُها ، هيَ للخُلدِ دامتْ
تمزّقٌ أصابَ غِلافها ، فترنّحتْ عذراءٌ أرضُنا ، مِنْ ثقْبٍ توجّستْ
عبثوا بمائها غوْراً ، فأنذرتْ غضَباً ، كيف منابعي قدْ نضبتْ ؟
تربتي تِبْرٌ ، كيف و لِمَ ترهّلتْ؟ خُضْرتي شُحّتْ، فلِمَ و كيفَ تعذّرتْ ؟
حُمّى أرّقتني ، إذْ كيف ارتفعتْ؟ ثلوجي هامتْ ، و سيْلا قدْ دمّرتْ
و الفيافي من تصَحّرٍ ، عرْبدتْ و هذي مناهلي ، و من دَرَن ٍ تفوّهتْ
و تلكَ نسائمي ، من تلوّثٍ لُقّحتْ و هذي طيوري ، من وكْناتها قدْ جَفلتْ
و تلكَ أثماري ، من سموم ٍلُقّمَتْ و هذي أزهاري ، من فِجاجِها حُذفتْ
و تلك أنهاري ، من عيونِها فُقِئتْ و هذي أشْجاري ، من جِدْعِها قدْ قُطِعتْ
و تلك أسماكي،من يمِّها انقرضتْ و هذي بهائمي ، لِنسْخِها قدْ رَفضتْ
وبقول الرّحمان، إذا الأرض مُدّتْ و بِذكْره ، ألقتْ ما فيها و تَخلّتْ
تِلكمُ آية ً ، في العالمينَ تنزّلتْ فهلْ من مسْتدْرِكٍ ، بما به أوْمأتْ ؟
فيا سامعاً للأرضِ ، هي كمْ تنهّدتْ؟ و يا بصيراً لحالِها ، هي كمْ تجرّعتْ؟
هبّوا جميعاً ، فأمُّنا للنّعْيِ أشْرفتْ و تذكّروا يوماً ، هِيَ من أجْلنا أقبلتْ
هبّوا جميعاً ، فإليْنا قدْ توسّلتْ و على خدِّها دمعٌ ، إذْ بفِراقنا ما سَختْ
بقلم : تاج نورالدين .
-
تاج .. نورالدين .محام سابق- دراسات في الفلسفة والأدب - متفرغ الآن في التأليف والكتابة .- محنك في التحليل النفسي- متمرس في التحليل السياسي- عصامي حتى النخاع- من مؤلفاته :( ترى من هذا الحكيم ؟ )- ( من وحي القوافي ) في ستة أبواب وهو تحت الطبع .- ( علم ...