تكاد لا تخلوا حياة أي شخص من نرجسي يطفيء بريق كل سكينة.. رغم إن عدم معرفة البعض بماهية هذه الشخصية، فمنهم من ينسبها إلى الغرور ومنهم من ينسبها إلى جنون العظمة.. إلا إن البحث موحد عن كيفية التعامل مع هذه الحالة..

وقبل البدء بطرح أساليب التعامل مع الشخصية النرجسية لابد من التعرف عليها قليلا لمن يجهلها..

حيث إنها إحدى حالات الإضطرابات النفسية التي تصيب تقريبا 1% من الناس ( أي إن هناك نرجسي من بين كل مئة شخص ).. ويتمحور هذا الإضطراب حول ثلاث محاور:-

• التعالي أوالتكبر.

• قلة التعاطف مع الآخرين.

• الرغبة في الحصول على الثناء والإطراء المتواصل حيث إنه يرى نفسه في قمة الهرم الإجتماعي ولا أحد يعلوا عليه، فتبدوا عليه الغطرسة في التعامل حتى مع أقرب الناس إليه.. فتجده يحتقر هذا وذاك لتغذية ذاته المنتفخة.. فهو نادرا ما يكون سعيدا في تواصله مع الناس إلا في الحالات التي توفر له الإرضاء والتعظيم الذاتي.

والطريف بالأمر بكون النرجسي يجهل نظرة المجتمع له، فهو يظن بكون الجميع يراه كما يحاول هو أن يظهر نفسه!!

لكن في الأساس أغلب من يتعامل معه يراه على نسخته الأصلية الجرداء من كل ثقة بالنفس.. يرى هشاشته الداخلية المليئة بالتعاسة والوحدة..

وللأسف في السنوات الأخيرة زادت نسبة من يتسمون بهذه الشخصية المليئة بحب الذات والإستنزاف العاطفي للطرف المقابل.. ربما لزيادة تعقيدات المفاهيم الإقتصادية والإجتماعية لدى العامة، وأصبح التمييز بين الصفة النرجسية الجميلة المحمودة وبين المرض النرجسي أمرا غير مفهوما لدى الغالب.

*قد يحتاج أصحاب هذا الإضطراب إلى تدخل الطب النفسي للعلاج إذاما نمت حالتهم إلى العزلة المفرطة..

وبعد التوضيح المبسط لهذه الحالة المزعجة في المجتمع نتطرق إلى بعض الحلول للتعامل معها.. لا سيما بأن أغلب مرضاها يرفض العلاج رفضا للإعتراف بالمرض نفسه.

*وبما إن أكثر من يرتشف من سموم المريض النرجسي هو شريك حياته.. فهذه بعض النصائح:-

1. أول وأهم نقطة يمكنك أن تبدأ بها هي الإهمال وعدم الإستجابة لإستفزازاته.

2. عدم إخباره بالتفاصيل، لا توضح نفسك ولا تبررها دوما أمامه.. إجعل جانبا منك مظلما بالنسبة له، فهو يحب مطاردة من يجهله ومن يتجاهله.

3. إصنع لنفسك شيئا تنشغل به عنه.. فلا تلاحقه ولا تشعره بإهتمامك ومراقبتك الدائمة له، طور نفسك، إبحث عن شغفك..المهم أن لا يراك متفرغا له معظم الوقت.

4. لا تكن كالطائر الجريح أمامه، أحبب نفسك وإهتم بها شكلا ومعنى.. وعندما تحتاج لشيء ما.. إطرح موضوعك مباشرة وإشرح له ما تريد دون تردد.

5. تجنب المواجهة المباشرة.. فمن يعاني من هذا المرض يكره الإنتقاد، ولا تصفه بالنرجسي أبدا أمامه.. لأن هذا سيزيد من سوء الوضع بينكما.. لكن في نفس الوقت لا تقبل بأن يستخدم معك أي سلوك مؤذي.. أي ضع الحدود المناسبة له عند التعامل معك ودون إفتعال للمشاكل والعتاب؛ حيث يتطلب التعامل مع الشخصية النرجسية إلى ذكاء وفطنة شديدين.

6. ثقف نفسك وإبحث جيدا عن صفات هذا المرض وما إذا كان شريك حياتك مصاب به حقا.. فهذا سيساعد كثيرا في كيفية التعامل معه.

7. وأخيرا أحصل على الدعم من أي مختص إذا أمكن ذلك.

** كل هذه حلول طرحت من قبل مختصين في حال إذا كانت هنالك ظروف خارج إرادتنا.. تجبرنا للعيش تحت سقف واحد مع الشخص النرجسي.

إلا إن في الغالب ما أجمعوا عليه هو عدم القبول بمجازفة الحياة مع شخص من هذا النوع.. وضرورة تركه والإبتعاد عنه قبل أن يستنفذ كل المشاعر الجميلة التي لدينا.. لإنه في الواقع يتغذى على الضعف والخضوع من الطرف المقابل؛ لذلك نجده يبحث عن نقاط الضعف داخل أي شخص يقترب منه، ليستخدمها ضده بطريقة عبقرية دون حتى أن يشعر صاحبها بكونه مستخدم!!، والأسوء من ذلك فإنه في تصرفاته يلقي اللوم على الطرف الآخر حتى يقنعه بكونه المذنب!

_ فكم من حياة ضاعت تحت سقف نرجسي.. دون حتى أن تدرك الضحية حقيقة ما كانت تعيشه..!