كيفَ يُنقِذُك اللّهُ مِن نَفْسِكَ؟
من أكبر الفتن التي قد يتعرض لها الإنسان هي إنشغاله بأحوال الدنيا والناس
نشر في 25 مارس 2023 وآخر تعديل بتاريخ 01 يونيو 2023 .
قد يتعرض الإنسان إلى فتنة الإنشغال المستمر بأحوال الدنيا والناس.. وبذلك يروض عقله بترك التفكير لما خُلق له والإنتقال إلى حالة الخضوع لأفكار غير مثمرة تركز فقط على مصادر السعادة المؤقتة مع أشخاص معنيين بغرض توفير المصالح المشتركة، بعيدا عن النية الصالحة في تكوين العلاقات لوجه الله تعالى..
وينسى بذلك بأنه خلق لسبب معين وإن كل ما يمر به من حزن وسعادة أو مرض وشفاء.. فهو لحكم قد يجهل أغلبها وقد يفهم الرسائل المراد منها أحيانا..
لكن ماذا يحدث لو إنتقل الإنسان في تفكيره من التركيز المستمر في مدار الأكوان إلى مدار الخالق عز وجل؟
- بالتأكيد سيكون بذلك سبحانه مركز تفكيره ومقصد رحلته.. و يزداد اليقين بأن كل شيء تحت تدبيره تعالى؛ فينقذ نفسه من الغرق مع الناس وأقوالهم وأفعالهم.. ليخرج من بئر المصالح والإدمان في إرضاء الخلق على حساب نفسه أو أهله أحيانا.
فتتضح لديه الرؤية ليزن الأمور بحكمة، فيشكر من يستحق الشكر.. لأن من لم يشكر الناس لم يشكر العاطي الوهاب.
ومن أحد شروط إنقاذ النفس تلك.. هي الثقة بالخالق وحسن الظن به دوما.. والدعاء الكثير بالخير، فقد قال رسول الله (صلى اللّه عليه وسلم): "لا يزيد في العمر إلا البِر، ولا يرد القدر إلا الدعاء)"
فلا بأس إن أخفقت في بداية رحلتك وخانتك قدرتك، عد وإشحن عزيمتك، قم وقف من جديد في كل مرة تقع فيها و تعود إلى فوضى عالم الأكوان ذلك.. وأخرج ذاتك من بحر قد تشدك أمواجه سنوات طويلة.. لتصحو وتكتشف بأنك لم تحقق شيئا يسعدك حقا؛ بل تجوالك كان لا قيمة له مماثلة بمن أجار نفسه ساعيا للحصول على سعادة الدارين.
بقلم:#أَسَنْ_مُحمد
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة