الحياة لها خيارات أكثر من المعروض، ولعل وجود نظر دون رؤيا واضحة تحلل كل ما هو بعيد.. أسوء ما قد يصيب صاحبه!
وإن التفكير خارج ذلك الإطار المعروض يحتاج إلى فن النظر إلى الصندوق من الخارج.. وما إذا كانت هنالك خيارات أخرى يحويها محيط ذلك الصندوق.
لذا دع عقلك يختبر كل فكرة تعتريه مهما كانت دون فائدة بنظرك، و دع إبداعك يتمادى بالخيال في كل الحلول دون إنتقاء أو عوائق تصور لك..
وأنظر إلى الحياة من منظور جديد، ولا تكن من الذين يؤمنون بكون الحدود هي التي تولد الإبداع!
فهناك حل لأعقد المشاكل ولكننا لا نحاول التفكير.. فإستخدم ذكاءك ولا ترهق تفكيرك.
فمنذ فترة وجيزة وبطريقة عابرة قرأت قصة قصيرة تتحدث عن مستشفى للأمراض العقلية في إحدى الدول الأوروبية، وبصراحة لست متأكدة إلى أي عصر ترجع تفاصيل تلك الحكاية.. لكن ما جذبني في الأمر الطريقة التي كان يستخدمها الطبيب المعالج في زياراته المنتظمة للكشف على المرضى والتأكد من نسب شفائهم..
حيث كان ذلك الطبيب يحضر حوض الإستحمام ويملؤه بالماء ويطلب من المرضى الواحد يلو الآخر تفريغ ذلك الحوض بعد إعطائه ( دلو، ملعقة، زجاجة ) وبالتأكيد كان من يختار الملعقة أو الزجاجة هم من مرضى الدرجة الأولى..
والطريف بالأمر بأني أكاد أن أجزم بكون الغالبية العظمى ممن قرؤوا تلك القصة إختاروا ( الدلو ) فهو الأكبر حجما بالنسبة للمعروض والحل المنطقي..
فانا لا ألقي اللوم عليهم، لكن كم منا فكر قليلا وإستنتج بكون الحوض يحوي غطاءا في أسفله ومنه يتم تفريغ الماء بسهولة أكبر من الدلو؟!
و مهلا.. أنا لم أتهم من فكر بخيار الدلو بالجنون، فهو بريء من هذه التهمة، لكنه ليس بريء من تهمة الإستسلام لإنقياد تفكيره ضمن حدود إطار يرسمه لنفسه ويروض عقله بأن يكون سجين خيارات محددة لا مفر منها!!
حيث يقول خبير التنمية البشرية إبراهيم الفقي:
" رحلة النجاح لا تتطلب البحث عن أرض جديدة، ولكنها تتطلب الإهتمام بالنجاح والرغبة في تحقيقه والنظر إلى الأشياء بعيون جديدة "
ولربما تلك العيون الجديدة ستكون مفتاح لحلم يتحقق بعدما تحرر من قيود الإستسلام..!
إذن ( فأرجوك أنظر خارج ذلك الإطار! )
-
د.أسن محمددكتوراه في التنمية البشرية - كاتبة ومدربة