لأن وقتك ليس الآن ستتعب و أنت تحاول أن تفرض وجود الأشياء.
ماذا لو أنك تستريح ؟ تدلل نفسك أكثر ؟ تطيل في جدولة الأهداف؟ فليس كل شيء قابل للتحقيق في سنة أو سنتين!
تعطي لنفسك وقتا كي تنضج، كي تعي، كي تنظر للأمور من زاوية أكثر عمقا، أقل ضررا.
ماذا لو أنك تنظر إلى المرآة كي تواسي نفسك؟ تخبرها أن في الحياة متسعا للأمل، للإنجاز، للظفر. و أن كل عثرة صغيرة الآن، محض تمهيد لأشياء أفضل.
ماذا لو أنك تطبطب على مكامن الألم على قلبك فلا تحمله ما لا يطيقه من الأسى؟ ماذا لو أنك تبتسم؟ تلبس القميص الذي خبأته لأمسية الغذ، تحضر كعكة بالكريما و الفواكه، تغير تسريحة شعرك إلى الخلف؟ تتقدم بخطى ثابتة إلى الأمام؟ ماذا لو تتحدث مع صديق لم تحدثه منذ أشهر، ماذا لو تلتقيان بعد يومين على كوب قهوة؟
ماذا لو تنظر إلى الأشياء الكثيرة المتواجده في حياتك الآن، على أن تحصي تلك المفقودة، أو تلك التي لم تصلك بعد؟ ماذا لو أنك تحب فكرة أن هذا التأخير في حياتك، كما تحسه، ليس تأخيرا أبدا، إنما استعداد و تأهيل، و مرحلة لاكتساب المناعة!
نعم، فقد يكون لك في الغذ أشياء ستسعدك، لن تشعر بها ما لم تتخط اليوم هذا الكم الهائل من السلبيات و المعيقات و الأفكار الهادمة!
نعم، قد يكون من نصيبك غدا أشخاص تحبهم و يحبونك، لكن فلتنم اليوم مطمئنا، لا باكيا، و لا محزونا! و قد يكون من نصيبك الترف غذا، فاستيقظ و أنت تفكر في مشروعك، لا يائسا!
نعم، قد يكون لك في الغذ نصيب أكبر من الفرح، فلا تؤجل فرح اليوم، و كن في كل آن فرحا مسرورا. و قد يكون من نصيبك النجاح، فلا تنم الآن و أنت تعد بأصابعك العشرة فشلك!
و قد يكون من نصيبك فيما منعك أن يعوضك و يرزقك قربه و مناجاته، و اللجوء إليه و التضرع له و الإنابة لعدله.
فازهد فيما لم يأتك، يأتك ما ترغب !
نهيلة أفرج
-
Nouhaila Afrejأستاذة و كاتبة مغربية