الفيديوقراطية: كيف يغير اليوتوب العالم
تأليف: كيفين الوكا
مراجعة: ويليام ليث
ترجمة: إبراهيم عبدالله العلو
يدعوك هذا الكتاب للتفكير باليوتوب والانترنت وتاريخ الثقافة.
لم أعر كثير إهتمام للتفكير بعلاقتي باليوتوب قبل مطالعتي لهذا الكتاب. وكنت أظن أن الأمر طبيعي. في البداية شاهدت مقاطع أفلام ومقاطع موسيقية واعتبرتها طريقة بحث ناجحة. وربما أشاهد أحياناً شيئاً كوميدياً أو غريباً وأدعو الآخرين لمشاهدته بغض النظر عن مزايا ذلك المقطع وجدارته بالمشاهدة
بدأت العلاقة تتغير شيئاً فشيئاً. وأصبح اليوتوب اليوم جزءاً مهماً في حياتي. مؤلف هذا الكتاب هو كيفين الوكا رئيس قسم الثقافة والاتجاهات في شركة يوتوب. ويشرح سبب شعبية هذه المنصة ودرجة نجاحها والكثير عن مقاطع اليوتوب الشهيرة. وعندما تقرأ هذا الكتاب تشعر بالحاجة لمشاهدة ما يشير إليه.
شاهدت مثلاً مقطعاً دعائياً “للبريق” تم تحويره عن عمد ليبدو أكثر رقة ثم شاهدت بعد ذلك مقطعاً يظهر “صمت الحملان” على أنه كوميديا رومانسية
تابعت مشاهدة مقاطع اليوتوب ثم نظرت إلى الساعة. وهذا ما يصفه الوكا “ الإبتداء بمشاهدة فيديو عن الزرافات ثم تجد نفسك تشاهد إمرأة تحاول تناول الذرة من مثقب دوار بعد ثلاث ساعات.”
لماذا يحدث ذلك؟
يعزى ذلك “للتعلم الآلي” حيث أصبحت الحواسيب التي تقترح لك المقاطع التي ترغب بمتابعتها ناجحة للغاية في أداء مهماتها
وتمتلك مقدرة فائقة لمعرفة مدى اهتماماتك
يخبرنا الوكا أيضاً الكثير عن اليوتوب من الأرقام السخيفة( حيث حظيت أغنية جانجام ستايل بأكثر من ملياري مشاهدة) إلى تأثير اليوتوب على السياسة والإعلان والتلفاز والعسكرة.
فقد الساسة ورجال الشرطة ومشاهير وسائل الإعلام السيطرة على الحكايا التي يخبرونها — ويزخر اليوتوب بالمقاطع البديلة والمفارقات وأراء شهود العيان. ويعطينا الوكا بعض الأمثلة الجيدة- الشرطي القاتل الذي التقطته عدسات الكاميرا والسياسي العنصري والكلمات الأخيرة للمرأة المحتضرة. وتخال أن اليوتوب يجعل العالم مكاناً أفضل للعيش
ويشرح الوكا كيفية أنتشار مقاطع الفيديو على نطاق واسع. ويقول” أن المقطع المنتشر ليس مقطعاً شعبياً فحسب ولكنه يحقق الشعبية عن طريق اكتساب السرعة عبر الشبكة المؤقتة وغير المنظمة. ولا ينحصر الأمر بعدد مرات المشاهدة ولكن بعدد مرات المشاركة. وتفهم سبب مشاركة الأشياء هو المفتاح لهذا الأمر.”
لا نشارك الأشياء لإننا نعتقد بجودتها ولكن لاعتقادنا أنها ستحدث تأثيراً لدى الآخرين. أو كما يقول الوكا”لا تنتشر المقاطع بكثرة ولكن التجارب هي التي تنتشر.” ويبدو ذلك مماثلاً لتاريخ الفن الحديث أليس ذلك؟
يحرضك الكتاب على التفكير باليوتوب والانترنت وتاريخ الثقافة. ويرسلك نحو كافة أنواع المقاطع الغريبة. وقد تشارك البعض منها ربما مثل مقطع الممثل برونو جانز الذي يؤدي دور هتلر الذي يتشدق بالستاربكس. وبعد مشاهدة سخريات هتلر لبعض الوقت دفعت نفسي للتوقف. كنت بحاجة للعمل لذلك بدأت بالبحث عن بعض المقاطع المتعلقة بالعمل على اليوتوب.
المصدر:
Videocracy: How YouTube is changing the World by Kevin Alloca-review
By: William Leith
Feb 1, 2018
Evening Standard
-
إبراهيم عبدالله العلومهندس زراعي. مترجم.