لماذا نفشل في تحقيق أهداف بداية العام الجديد؟
قرارات العام الجديد...
نشر في 04 فبراير 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
ما إن يقترب شهر يناير من كل عام حتى يبدأ معظم الناس بوضع قائمة بالأشياء التي يريدون القيام بها أو التخلص منها, و تمتلأ المواقع الالكترونية بمقالات تساعد على ذلك. ( 10 أشياء يجب عليك القيام بها في العام الجديد.. 15 شيء عليك تغييره في حياتك, كيف تبدأ صفحة جيدة في حياتك في العام الجديد...) و هكذا, و لكن أي منها ينجح معك؟ أو نجحت فعلياً بالقيام به؟ أو على الأقل استمريت في فعله لأكثر من شهر؟ لا اعتقد أنها نسبة تزيد عن 2 % كأبعد تقدير.. و لكن لماذا ؟ ما الذي يجعل القرارات الجديدة تفشل كل عام؟
لقد قمت العام الماضي بوضع قائمة بأشياء أريد أن أحققها عام 2015 و انتظرت حتى بداية العام حتى أضع القائمة في محاولة مني لجعلها تبدو و كأنها بداية جديد في عام جديد.. كانت قائمة تحتوي على حوالي 15 هدف. ما حصل هو أنني وصلت إلى منتصف العام و لم أحقق إلا أمراً واحداً منها, ما سبب لي الإحباط و ضعف العزيمة و مزيد من التكاسل, و قررت التخلي عن الاستمرار في ملاحقة الأهداف الأخرى لبقية العام و قد فقدت أي رغبة بها
لقد شعرت بأني تحت ضغط كبير جداً حيث أن بعض هذه الأهداف كان قد وضعته قبل عامين أيضا و ما زال لم يتحقق.. بدأت أعيد حساباتي في عقلي و أحاول أن أجد أين الخلل؟ هل الخلل في القرارات؟ هل كانت غبية؟ صعبة؟ مستحيلة؟ أم في قدرتي على تحقيقها؟ بدأت التشكيك في نفسي بل أني فقدت الثقة كلياً في قدرتي على التغيير في حياتي. و شعرت بخيبة أمل كبيرة جداً
وقتها أخدت خطوة إلى الوراء و نظرت جيداً إلى القائمة التي كتبتها. كانت تحوي أهدافاً تحتاج إلى 3 سنوات على الأقل لكي تتحقق. سواء في المجال المهني أو الصحي أو حتى على مستوى المهارات التي أريد أن اكتسبها أو الأشياء التي اريد أن أتخلص منها,
الكثير من كلمات .. ( يجب , لازم, المفروض, عليك أن...) لمجرد قراءة هذه الكلمات شعرت بضغط كبير للغاية, أغلقت القائمة و قررت عدم النظر إليها مجدداً
إن وضع قرارات جديدة في لحظة من الحماسة والدافع القوي و الرغبة في التجديد قد لا تكون صحيحة نهائياً, و وضع الأهداف في تاريخ 1\1 ليس أمراً إلزامياً, قد لا يكون هذا اليوم هو اليوم المناسب للقرارات! لا يوجد شيء سحري في هذا التاريخ سيؤدي بك إلى تحقيق رغباتك. القرارات برأيي لا يجب أن تحدد بوقت و لا زمان. القرار يتخذ في لحظة يقين أنك على أتم الاستعداد للقيام بذلك.. أنك وصلت إلى مرحلة لا يمكنك التراجع عنها و أنك جاهز تماماً للتغيير.
هذا لا يعني عدم وجود خطة واضحة المعالم للقرار. و لا عدم رؤية واضحة للبديل الذي وضعته. الكثير من الناس تفشل في التخلص من الوزن الزائد رغم ممارستها للرياضة يومياً و الكثير منهم قد يرسل يومياً سيرته الذاتية إلى 50 جهة للعمل دون أن يحصل على رد من أي منها.. السبب ببساطة هو أنهم يقومون بالتحرك نحو الهدف بشكل خاطئ الرياضة التي يمارسونها خاطئة و السيرة الذاتية أصلا مكتوبة بشكل خاطئ و مهما حاولت أن تسعى إلى الهدف المرسموم فإنك لن تصل طالما أن الخطة التي وضعتها خاطئة تمامًا سواء أنها كانت غير واقعية أو لا تتناسب مع قدراتك أو كانت شيء يفوق قدرتك على تحمله, لا يكلف الله نفساً إلا وسعها. كن صريحاً مع نفسك.. هل فعلاً أن تريد التغيير؟ أم أنك غير جاد في ذلكً؟ اسأل نفسك.. جد الإجابة بدلاً من أن تضيع وقتك في أشياء لن تحدث و لن تسبب لك إلا عدم الثقة في نفسك.
بعد تجربة في التغيير مع بداية كل عام و على مدى عامينن قررت أن أدع الأمور تسير على ما هي عليه و أن أجعل أهدافي أبسط و أكثر جزئية و أجعلها تبدو تراكمية و أن أتخلى عن الكلمات المحبطة ( لازم, يجب , ضروري..) و أن استبدلها ب ( ممكن أن, يمكنني أن. سأحاول أن..) متجنبة القيام بالمقارانات مع انجازات الناس حولي.و أن أضع قائمة بالأشياء التي أنجزتها خلال الأسبوع مثلاً بدلاً من وضع قائمة لمدة عام للأشياء التي يجب أن أفعلها.و أعطي نفسي مكافآت كلما شعرت أني قد أنجزت شيئاً. لست على أتم الاستعداد لإحدث تغيير جذري في الوقت الحالي مع العام الجديد و لكن بعض التغييرات البسيطة لابد في النهاية أن تصل بي إلى هدف كبير و واضح كنت قد وضعته قبل عام أو عامين.. و قتها فقط ممكن أن أضع إشارة تم على ورقة الأهداف.
زينة مكحل
-
Zeina Mkahalاحمل شهادة في علم النفس ، مهتمة بالكتابة و العمل الصحفي الالكتروني و العمل الإنساني ، أؤمن بالتعلم الذاتي
التعليقات
سلمتي ووفقك الله