داهمتني الحياة
أريد أن يمتلئ قلبي بالمعلوم، لا أريد أن أستمر في الجري نحو المجهول.
نشر في 26 أكتوبر 2022 وآخر تعديل بتاريخ 26 أكتوبر 2022 .
هذا الذي بين يديّ الآن.. أريده، أريد أن أشهد المزيد من السحر كلحظات شروق الشمس، وأن أنصت للماء أثناء انسكابه في كوبي، وأن أتفرّج على الأطفال المتّجهين لمدارسهم كل صباح، أقسمت على عيني أن تلاحظ لون السماء، أقسمت على أذني أن تنصت لهمس الريح، أقسمت على كل جوارحي أن تنتبه للحياة!
في داخل هذه الحياة الخالية من المعنى حياة أخرى حقيقية، زخمها يناديني، ثمّة حياة أخرى يجب أن أستيقظ من أجلها، داهمتني اليوم تلك الحياة الأصل لا الصورة، فنادى منادٍ: إن كان الموت قريباً فالحياة أقرب، الجميع يناديك حرفياً نحو العيش، يا عائشة.
فلتتلبّسني روحي أثناء مرورنا بهذا العالم، فلتمتلئ رئتي بالأكسجين امتلاءاً يليق بالأحياء، ولترَ عيني الأشياء وأشياء الأشياء، هذا الشعور الغامر جلّ ما اتمناه.
ماذا لو كان هذا العالم في غاية الروعة؟ ماذا لو أن كل مابه من معاناة هي وجهات نظر اخترنا اعتناقها طواعية؟ ماذا لو كانت التحديات التي نواجهها ماهي إلا إرشادات تدلّنا على الطريق الذي يناسبنا؟ كيف لتغيير لحظي في طريقة التفكير أن يحوّل هذا العالم لجنّة.. جنّة من الفرص اللامتناهية.
من هذه الزاوية سألت بحذر: ماذا تريدين؟ فكانت الإجابة: أريد أن أعيش، أياً كان وضعي الحالي فهو مثالي لمرحلتي الحالية وملائم للعيش الأكمل، أريد هذا الذي بين يدي الآن، أريد أن يمتلئ قلبي بالمعلوم، لا أريد أن أستمر في الجري نحو المجهول.
يغريني أن أكتب المزيد عن رغبتي في الحياة، لكنّ هذه الفكرة مصيدة، بها أنشغل عن الحياة، لذلك سينتهي المقال هنا.
-
عائشة العمرانكاتبة