قرأت موضوعاً عن ( القيادة الكشفية المتسلطة ) يتكلم فيه الكاتب ــــ باختصار ــــ حول سؤال عريض من قائد كشفي شاب يقول : متى سوف يأخذ القادة الشباب فرصتهم ليتصدروا المشهد الكشفي ؛ لنطرح هذا التساؤل على القيادات الكشفية المتمسكة بالمناصب وبالبرامج الكشفية الداخلية والخارجية الدائمة حتى نرى منهم الشفافية والوضوح في الإجابة.

في السابق كنت أسمع عن نُخباً من القادة الكشفيين المؤسسين من الرواد الأوائل كل همهم نجاح الفرقة أو البرامج الكشفية ونموها وازدهارها ويجعلون حبهم للكشفية يدفعهم لإنكار الذات والعمل على جذب وتأهيل القيادات الجيدة للعمل الميداني ، وخلال الفترة القصيرة من التجربة وجدت أنواعاً من القيادات نقلت لي صورة مختلفة ومغايره في موقعها القيادي ، فهناك قادة أشعر وكأنهم صنيعة كشفية لديهم مهارات عالية لكن ليس لديهم القيمة الكشفية التربوية الصحيحة _ باختصار _ يتكسَّب من البرامج والمشاركات الداخلية و الخارجية ( سفريه بلاش و أكله بلاش ) والبعض الآخر عنده مسمى كشفي رفيع ولكن بدون أي جهد أو إنجاز يذكر فوجد الكشافة فرصة ليتكسب منها مكانة الاجتماعية الزائفة والبعض الآخر من القيادات لديهم الخبرة والمهارة لكن من كثرة ما يشاهدونه من صراعات القادة وتناحرهم المستمر فضلو ترك الساحة والنأي بأنفسهم عن هذا المعترك احتراما لتاريخهم ولأنفسهم فتركوها لهم ولأطماعهم ومنهم من صنعوا لأنفسهم في الواقع الافتراضي الذي تتيحه وسائط التواصل الاجتماعي مسميات فأصبحنا نسمع عن ألقاب وأسماء وهمية للكشافة كالقائد الفذ الكبير والعميد الكشفي وعندما نسأل و نبحث عنهم لا تجد لهم واقعاً حقيقياً ولا أثراً ولا مكانة إنما هم كائنات طفيلية ؛ ولا ألومهم لأنهم لم يجدوا فرصهم الحقيقية التي سلبها منهم المتمرسون الآخرون وقادة آخرون همهم فقط التصوير من أجل إبراز أنفسهم في الميدان ( تكفى صورني ) وهم لم يقوموا بواجبهم بالشكل المطلوب فقط جاؤا للتوثيق ونشر خبر مشاركتهم بئس ما صنعوا ، والبعض منهم نرفع له القبعة تقديراً واحتراما لما يقدمه في خدمة المجتمع والآخرين وما لديهم من القيم التربوية فهؤلاء من نقتدي ونفتخر بهم ولصنيعهم.

واليوم وأنا أقف على عتبات الوداع من الأنشطة والمشاركات الكشفية ومن الحركة الكشفية عموما يبقى أن أقول لكل قائد كشفي تربوي لا يبحث عن المنصب أو الجاه ؟!

 أيها القائد : ليس مطلوبا منك أن تمتلك صوتا ضخما لتكون قائدا جيداً ولكن يجب أن تقوي علاقاتك مع الأفراد و تتبادل معهم المعلومات و تيسر لهم الحصول عليها بحيث يفهم كل فرد ما تريد منه ، أيضاً مطلوب منك القدوة وهو ما رُكز عليه داخل المنظمة الكشفية لتبليغ الرسالة بالشكل الصحيح ؛ ومهما يفعل القائد فإن أفراد فرقته يرغبون في تقليده فيجب أن يتوخى القائد حذره في كل تصرفاته وتزداد هذه الأهمية في التعامل مع الأفراد في المراحل السنية المبكرة للكشافين ليس فقط بمراكز التدريب ولكن بالمسابقات والمشاركات الداخلية والخارجية ؛ لذلك نحن بحاجة إلى نخباً من القادة الكشفيين المؤسسين أصحاب الهمم العالية.