أن تصبح أوقاتك كلها لحظات من فرط ألم لا من شغف ، هذا هو الفارق بين الحياة والموت ..
إجابة توصلت إليها بعد عناء كبير من تفكير لا محدود ، أنظر إلى المرآة ، أحاول أن استخلص منها صورتي القديمة ، أبحث في عيني عن ضي طال حنيني إليه فلا أجد سوى لمعة حزن سقيم ..
الناس لا يستطيعون التفرقة بين ضي وضي .. هناك ضي ينشأ من فرحة ، من حب ،من أمل ، وكأنما هو انعكاس لنور شمس تحاول ان توزع بهجتها على العالم أجمع ، وهناك ضي ينشأ من ثنايا زجاج مكسور بداخلنا .. في لمعانه ليس إلا انكسار وألم ،استغاثة صامتة لا يشعر بها أحد .
كيف انتقلنا من ضي إلى ضي .. وكيف انتقلنا من شغف إلى فتور ؟! وكيف أصبح كل مافينا ينطق بكل هذا الجفاف ؟!
قديما كنت أحب الكتابة ، كنت أكتب بشغف لا مسبوق ، بحب وبفرحة .. أما الآن فأنا لا أكتب الا بدافع من وجع لا اعرف كيف اخبئه او اتعامل معه .. هل يجب علينا ان نمثل على انفسنا ؟! ان نرتدي الاقنعة والابتسامات كل صباح وننظر الى المرآة بفرح ؟! هل يجب علينا أن نردد كل لحظة مئات المرات : " نحن بخير .. نحن بخير .. " ثم ننكسر وننكمش ونلفظ ذواتنا ونبكي ؟! هل يجب علينا ان نستمر في الكذب على الألم؟! كيف نخدع الألم ؟!
هو شعور متأصل حتى كاد او هو بالفعل قد التصق بنا ، اصبح كالظل ، او كالجلد ،او كالقلب !
نحن لا نريد الموت ولكننا عاجزون عن الحياة ! نريد خيطا قد يربطنا بتلك او جسرا قد يوصلنا لذاك ، كل منا يعلم جيدا الشيء الذي اوصل قلبه لهذا الدمار ولكن لا سبيل للفرار منه .. ابتلاء هو او غير ذلك .. لا يمسكنا سوى خيط واحد نتشبث به هو الإيمان بحكمة خالق أعظم لم يضعنا في خضم هذا البحر الهائج هباء ، فإما تموت شهيد الصراع وإما ينجيك بعد أن تتعلم السباحة في الظلمات ..
سامحونا فقط فإن لكل منا بحرا لا يعلم كيف ينجو منه .. وتحملوا وجودنا معكم الى ان ينجينا الموت أو تصهرنا الحياة .
-
آلاء عبد السلاميا قارئي لا ترج مني الهمس لا ترج الطرب .. هذا عذابي ، ضربة في الرمل طائشة وأخرى في السحب .. (محمود درويش)
التعليقات
أتمنى أن تعودي للكتابة هنا .. تحياتي .
أحببت كثيرا الفقرة الأخيرة خاصة هذا المقطع " لا يمسكنا سوى خيط واحد نتشبث به هو الإيمان بحكمة خالق أعظم لم يضعنا في خضم هذا البحر الهائج هباء ، فإما تموت شهيد الصراع وإما ينجيك بعد أن تتعلم السباحة في الظلمات .. "
تابعي الكتابة بشغف