ضي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ضي

  نشر في 12 أبريل 2016 .

أن تصبح أوقاتك كلها لحظات من فرط ألم لا من شغف ، هذا هو الفارق بين الحياة والموت .. 

إجابة توصلت إليها بعد عناء كبير من تفكير لا محدود ، أنظر إلى المرآة ، أحاول أن استخلص منها صورتي القديمة ، أبحث في عيني عن  ضي طال حنيني إليه فلا أجد سوى لمعة حزن سقيم .. 

الناس لا يستطيعون التفرقة بين ضي وضي .. هناك ضي ينشأ من فرحة ، من حب ،من أمل ، وكأنما هو انعكاس لنور شمس تحاول ان توزع بهجتها على العالم أجمع ، وهناك ضي ينشأ من ثنايا زجاج مكسور بداخلنا .. في لمعانه ليس إلا انكسار وألم ،استغاثة صامتة لا يشعر  بها أحد . 

كيف انتقلنا من ضي إلى ضي .. وكيف انتقلنا من شغف إلى فتور ؟! وكيف أصبح كل مافينا ينطق بكل هذا  الجفاف ؟! 

قديما كنت أحب الكتابة ، كنت أكتب بشغف لا مسبوق ، بحب وبفرحة .. أما الآن فأنا لا أكتب الا بدافع من وجع لا اعرف كيف اخبئه او اتعامل معه .. هل يجب علينا ان نمثل على انفسنا ؟! ان نرتدي الاقنعة والابتسامات كل صباح وننظر الى المرآة بفرح ؟! هل يجب علينا أن نردد كل لحظة مئات المرات : " نحن بخير .. نحن بخير .. " ثم ننكسر وننكمش ونلفظ ذواتنا ونبكي ؟! هل يجب علينا ان نستمر في الكذب على  الألم؟! كيف نخدع الألم ؟! 

هو شعور متأصل حتى كاد او هو بالفعل قد التصق بنا ، اصبح كالظل ، او كالجلد ،او كالقلب ! 

نحن لا نريد الموت ولكننا عاجزون عن الحياة ! نريد خيطا قد يربطنا بتلك او جسرا قد يوصلنا لذاك ، كل منا يعلم جيدا الشيء الذي اوصل قلبه لهذا الدمار ولكن لا سبيل للفرار منه .. ابتلاء هو او غير ذلك .. لا يمسكنا سوى خيط واحد نتشبث به هو الإيمان بحكمة خالق أعظم لم يضعنا في خضم هذا البحر الهائج هباء ، فإما تموت شهيد الصراع وإما ينجيك بعد  أن تتعلم السباحة في الظلمات .. 

سامحونا فقط فإن لكل منا بحرا لا يعلم كيف ينجو منه .. وتحملوا وجودنا معكم الى ان ينجينا الموت أو تصهرنا الحياة . 


 


  • 31

  • آلاء عبد السلام
    يا قارئي لا ترج مني الهمس لا ترج الطرب .. هذا عذابي ، ضربة في الرمل طائشة وأخرى في السحب .. (محمود درويش)
   نشر في 12 أبريل 2016 .

التعليقات

وانا أقرأ المقالات بصمت ، تلك المقالات القديمة هنا التي مر عليها سنوات ، لحسن الحظ وجدت مقالك هذا ، بل يمكنني القول وجدت المقال الذي شعرت به بوقع الكلمات بداخلي ، تلامسني ، ولربما شعرت وكأنها لي ... مقال جميل .
أتمنى أن تعودي للكتابة هنا .. تحياتي .
4
آلاء عبد السلام
شكرا جزيلا لك ولذوقك
Mousa Issa منذ 8 سنة
خاطرة رسمت ما نريد قوله
1
آلاء عبد السلام
شكرا جزيلا لك ، وهذا ما أحاول فعله :)
,,, ( سامحونا فقط فإن لكل منا بحرا لا يعلم كيف ينجو منه .. وتحملوا وجودنا معكم الى ان ينجينا الموت أو تصهرنا الحياة ) ,,, يبدو ان الغالبية من الناس تنطبق عليهم هذه الكلمات التي كل منها يحمل قصة بين طياته ,,, عودي الى الكتابة بحب سيدتي فاْنها تغنينا عن الكثير و تخفف عنا همومنا و احزاننا ,,, احتراماتي
1
آلاء عبد السلام
احتراماتي وتحياتي لك .. سأبقى أكتب مادام هناك قراء يرون ما بين الكلمات مثلك :)
ألف ألف شكر . أسعدني مرورك :)
هبه هيكل منذ 8 سنة
جميل جدااااا جدااااا ، لغة رائعة واحساس فوق الرائع <3 <3
1
آلاء عبد السلام
انتي الجميلة ♡_♡
رائعة وعميقة وحزينة من شخص أكيد أنه تجرع الألم فنزفه في هذه السطور
أحببت كثيرا الفقرة الأخيرة خاصة هذا المقطع " لا يمسكنا سوى خيط واحد نتشبث به هو الإيمان بحكمة خالق أعظم لم يضعنا في خضم هذا البحر الهائج هباء ، فإما تموت شهيد الصراع وإما ينجيك بعد أن تتعلم السباحة في الظلمات .. "
تابعي الكتابة بشغف
3
آلاء عبد السلام
حبيبتي الف الف شكر لرأيك ولقرائتك ومرورك .. تسلمي على ذوقك ♡♡ :)
رائعة
1
آلاء عبد السلام
شكرا لرأيك ومرورك .. سلمك الله وحفظك :)
Ali Gebory منذ 8 سنة
رائعة .. مشاعر مبحوحة في الاعماق .. كلمات تفضح نفسها بشراهة ..
1
آلاء عبد السلام
سعيدة لانها نالت اعجابك :)
أسماء منذ 8 سنة
"نحن لا نريد الموت ولكننا عاجزون عن الحياة" عبارة تختصر الكثير
1
آلاء عبد السلام
شكرا لرأيك وتعليقك :)
أسماء
العفو أسلوبك في الكتابة يستحق التقدير :)
آلاء عبد السلام
تسلمي على ذوقك .. يسعدني مرورك دائما ♡:)

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !


مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا