بقرأ مقال استراتيجى رائع فى الفورجين أفيرز بعنوان: (ما لم يتعلمه الجيش الأمريكي حتى الآن من العراق ..من الصعب الفوز بدون خطة للمستقبل) للكاتب "إشعياء ويلسون"وهو أستاذ ورئيس جامعة العمليات الخاصة المشتركة كما شغل منصب رئيس مجموعة مبادرات القادة.

وبعد أن يعدد الكاتب الخلفيات السياسية والاستراتيجية لخطة غزو العراق يقوم بطرح أسباب الإخفاق الأمريكية الاستراتيجية والتكتيكية ، وكل منها درساً معرفيا رائعاً فى علم الاستراتيجية.

وهو مثلاً يذكر: 

أن النجاح العسكرى الأمريكى على المستوى التكتيكى فى القتال ضد الجيش العراقى ودخول بغداد جعل واشنطن تهمل التحضير للإجابة على السؤال الإستراتيجى الأهم ،وهو كيفية إحلال السلام بمجرد رحيل خصمها الرئيسي(النظام العراقى)؟

وهو هنا يذكر نقطة هامة وغريبة وعجيبة وهى:

أن رغبة الولايات المتحدة في وقف حروبها التي لا نهاية لها مسعى يائساً ، بسبب قدرة البلاد التي لا نظير لها على القتال اللانهائي!!
أى ببساطة أن قوة السلاح «التكتيك» قد يطغى على السياسة «الاستراتيجية».

ويختم الكاتب مقاله بتعليق الجنرال الأمريكي ويليام والاس في 19 (مارس) 2003 ، عندما قال:

«أصبح من الواضح بالفعل أن العدو الذي واجهته الولايات المتحدة لم يكن هو "العدو الذي لعبنا ضده».

المقال بالفعل بديع ، ويقدم دروساً عديدة فى الاستراتيجية ، وتلك هى قيمة الكلمة فى التعبير حينما توضع فى سياق ونسق فكرى متكامل.