استعادة أفكار الماضى ليس حلاً - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

استعادة أفكار الماضى ليس حلاً

  نشر في 26 شتنبر 2023 .

استمعت لتصريحات السيد الرئيس عن موضوع إلحاق المختارين لشغل الوظائف المدنية(معلمين ومهندسين بوزارات التعليم والنقل) بالأكاديمية العسكرية طيلة ستة شهور ، وكما قال الرئيس من أن ذلك لكى «أعيد تهيئة وصياغة شخصية المعلم من جديد ، وليس للعسكرة ، ولكى أضمن تقديم خدمة جيدة لأبناءنا وبناتنا».


🔴 فى الحقيقة أن تلك الفكرة [الحاق المدنيين بالأكاديميات العسكرية لإعادة قولبتهم فى شكل وإطار محدد] ليست جديدة فقد تم تطبيقها فى «المانيا النازية» مع الفوهرر "أدلوف هتلر" ، وفى «ايطاليا الفاشية» مع الدوتشي "بينتو موسولينى" وفى «اليابان العسكرية» مع الجنرال "توجو"، بل وحتى فى «أمريكا المكارثية» فى وقت السيناتور "جوزيف مكارثى" ، وكانت النتائج كارثية.

🔴 وكان الاساس التى قامت عليها الفكرة انشاء معاهد مهمتها بث فلسفة تلك الانظمة(النازية والفاشية والعسكرية) فى قلوب وعقول المواطنين لديهم مثل فلسفة "بنتام" عن «الإنسان السوبر مان» والتى أخذها هتلر وطورها بجعل سيادة وسمو الجنس الأرى على ما عداه. وكان يُدرس فى تلك المعاهد جوبلز (وزير الدعاية الرهيب) وغيره من اعضاء الحزب النازى - أى أنهم مدنيين(وليسوا عسكريين) يلقنون مدنيين فلسفة وفكر ومنهج.


🔴 وفى حدود علمى ، لا توجد دولة متقدمة فى العالم تفعل ذلك إلا الصين ، وهى تُلحق المتقدمين لشغل الوظائف المدنية بما تسميه «مدرسة الشعب» ، لكى تعطيهم كورس أيدولوجى عن الماركسية اللينينية وعن أفكار زعيم الحزب(من ماو تسي تونج وصولاً لشي جين بنج) ، ويشرف عليها اليوم عضو المكتب السياسي المصغر الملقب بقيصر أيدلوجية السيد شي "وانج هونينج"، ويقوم بالتدريس لهؤلاء المتقدمين او المختارين فى تلك المدرسة «منظرين عقائديين» من الحزب الشيوعى الصينى(وغالباً هم من أساتذة الجامعة والذين يشغلون مواقع فى قسم التثقيف السياسي فى الحزب، أى أنهم ثانياً - مدنيين (وليسوا عسكريين) ويدرسون فكر ومنهج وعلم.


🔴 وفى الإتحاد السوفيتي السابق كان يقوم بذلك الدور أمين الشئون العقائدية الأشهر للحزب "ميخائيل سوسلوف" ومعه نخبة من منظرين الحزب، أى أنه كان كورس أيدولوجى يعطيه مدنيين لمدنيين، وليسوا عسكريين .

سوسلوف


🔴 وفى مصر الناصرية كان هناك تثقيف سياسي للجميع(طلاب وعمال وموظفين) فى (معهد الدراسات الاشتراكية بحلوان) ، وكان يتولاه مدنيين أشهرهم الدكاترة(رفعت المحجوب،فوزى منصور،ابراهيم سعد الدين، حسين كامل بهاء الدين، محمود شريف) أى أنهم ثالثاً - مدنيين (وليسوا عسكريين) يدرسون لمدنيبن ويلقنون الدارسين تاريخ و منهج وفكر وعقيدة.


أى أن فى الماضي والحاضر المدنيين يدرسون لمدنيين ، وهم يدرسون فكر و منهج وعقيدة ، وهو ما لا يوجد اليوم لا فى الحياة المدنية ولا العسكرية ، لأن مصر من عام ١٩٧٤ وحتى اليوم «دولة بلا مشروع»!

وأخيراً - فإن إستعادة أفكار الماضى ليس حلاً ، كما أن تثقيف القوة أصبح ضرورة مُلحة وعاجلة ، لأن الوضع بهذا الشكل قد غادر المنطق إلى ساحة الأوهام!


  • 2

   نشر في 26 شتنبر 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا