بعد أن أنهى رحلة (استعمارهِ) في الافتراضي عاد إلى متكأه وفي مخيلته قصاصات دونَّ عليها ملاحظاته.
هكذا كل وقت فراغ في عالم الواقع يُفضي إلى رحلة استجمام في عالم الافتراضي، لكن تَكَدَّسَت قصاصات الملاحظات ولم يصل إلى نتيجة فأين القيمة.
انه وقت مُهدر وعنه ستُسأل!!
هكذا قفزت هذه العبارة وسيطرت على مسار رحلة الافكار على المتَّكأ، وهنا توقف!!، مستدركا وقال ما معنى قيمة؟.
ان معنى قيمة يحدد ماذا كانت سلوكياته اليومية ذات قيمة أو لا، وبالتالي سيدرك ما إذا كان وقته مهدر أو مُصان.
انتقل الى معاجم اللغة واستنبط ان القيمة اذا ماكانت للامور الحسية تأتي بمعنى الثمن أو القدر وللأمور المعنوية تأتي بمعنى الأثر، والأثر يتارجح بين الإيجابية والسلبية.
وبالعودة إلى رحلة الاستجمام وبرغم أنه لم يصل من خلالها الى نتائج ومحصلتها مجموعة من القصاصات تملأ خانة الارشيف من ذاكرته إلا أنه يشعر بانها ذات أثر إيجابي حيث وان غايته منها الاستجمام فكلما أقلع الى الافتراضيّ يجد أن ما يحدثه الواقع من اضطرابات يبدأ في ترتيب ذاته والاستقرار.
الراحة التي يصل إليها في الافتراضيّ تعيده الى الواقع وقد استعاد قواه، نعم يوجد اثر سلبي يعتريه بين وقت وآخر لكنه يعلم أنه نتيجة للمقارنة متى ما احكم لجامها لا يتأثرسلبيا في الافتراضيّ، فقرر أنه وقت ذا قيمة حقق غايته، ولأن التفاؤل جزء أصيل في ذاته سيبقى يتطلع أن تكون قصاصاته يوما ذات قيمة حتى لا يضطر الى افراغ ارشيف ذاكرته.
-
عبدالرزاق العموديعربي هاوي يهرب بالتفكير من التكفير