الكتابة هي المتنفس الوحيد الذي يجلعنا نخلد للسلام ، حالة الصفاء مع النفس أولاً ، والتجرد من قبائح الشيطان ورمي الآخرين ببقايا ما تحمله الأنفس المريضة ، هناك طريق لإقامة هدنة دائمة نسبية مع الروح ، وأمنيات محتملة التحقيق وأحلام تبدأ بومضة فتنتهي بحقيقة جلية .
كثيرة هي الأفكار التي تبدأ بإبتسامة حلم يقضة عابر .. فيترجمها العقل إلى فكرة وحالما تتطور لدى المهتم بها لتصبح افتراضاً قابلاً للتحقيق ، فالكتابة عميلة حصار لفكرة مولودة لابد من رعايتها في أيامها الأولى ، فالنظر في أعماق الحلم واحة مليئة بالأمل .والتدوين أول مراحل السباق نحو خلق نظرية قد تكون فريدة من نوعها في أزمان ازدحام النظريات .
كم من الأفكار دفنها الصمت ، وكم من لغو أهلك الأفكار ، وكم من العجز الذي قتل الإبداع ، وكم من إبداع قضى على العجز ، لعلي حين مررت بين أودية العجز عرفت عن هذا المفهوم الكثير من المعلومات التي تقيد الفكرة التي لم تحبسها الكتابة بعد لتظهر فيما بعد عيوب خفية كان لابد أن تشذب لتظهر بما يليق لها أن تكون ، فتلمع وتكون إبداعاً قرر صاحبها أن يشارك بها العالم وهذا ما يجب أن يكون .
الكتابة ليست مجرد مفردات نرميها في أسطح السطور وليست كلمات تعبر لتتجاوز الأسطر ، وليست إملاء يردده الحبر على وجه دفتر ، إنها عالم مفعم بالجمال وقيمة لا يكررها الشعور برغم تكرارها في مقامات أخر ، الكتابة معلومة تتبادلها الأمم ، معلومة قد تكون مجهولة لدى الكثير وثقافة أرواح تسرد ملاحظاتها أثناء مرورها بين السنوات وسباقها مع ساعات العمر لتنقل لنا التجارب التي تهدينا إياها الأقدار ، وكل يطرح فكرته كما يراها حسب تراكم ثقافته وميوله واهتماماته.
الكتابة رغبة الوصول لحقيقة رؤية معينة قد تراها أنت بالشكل الذي تريد فأراها أنا بشكل آخر ، في النهاية تبقى الملاحظات قابلة للموت أو الحياة ،كل إكتشاف هو ذات الفكرة التي تبللت بالحبر لتجف في قلب البياض ، المكتبات تعج بالأفكار ولكن كم منها أشرق ؟!
الكتابة الجبانة التي لا تحقق هدف ، تبقى سجينة جدرانها و حبيسة آلآمها فلا تعيش إلا لتقتل أصحابها والكتابة المترددة تهلكها التساؤلات دون السعي لإيجاد الإجابة اللازمة ,أما الكتابة المنحرفة فهي فكرة لتضليل فكرة حقيقية تهدف لحرب خفية ولها نتائج ملموسة في عصرنا الراهن .
ليست هناك حلول واضحة للحد من أهوال الأقلام ، لأن فكرة صالحة قد تجد مئات الهجمات من أخطبوط الفئات الشاذة التي سادت في وقتنا الحالي ، لذلك كان على كل قلم الإلتزام بما يحمل من جمال ،فإشراق الحق لا يستأذن الظلام .