بِدايةً الفقد هو أقسى تجربة لإختبار المشاعر خصوصا لو كان الفقد هو الموت ..!
لن أنسى كيف كان الجميع يُحدِّق في تابوت جدي رحمةُ الله عليه بصمتٍ عميق وقلبٍ ممتلئ بالشعور ..الحقيقة التي كانت تفرضُ نفسها كل ثانية أنه فراقٌ مليئ بشعور الإختناق والعجز ..
كنتُ هادئة ولكن حقيقةً لم أكن كذلك فقد كنتُ أبكي بطريقتي أحفظُ تفاصيل جدِّي قبل النسيان فأحيانا يبكي فيك كلٌّ شئ إلا عينيك !
كان رحمة الله عليه عزيزَ القلبِ فمنذ الصغر إلى أن أصبحتُ إمراة ناضجة ثلاثينية كان كالقانون ويتميَّز بالوسامة العقلية فرغم مرضه الشديد كان عزيز النفس ذكره الصمت والحمد لله ..رحمه الله ورزقه الفردوس الاعلى ولجميع موتى المسلمين والمسلمات ..
أذكر أنني حاورته سراً فقلت له وانا أنظر لتابوته المزيَّن بكلمة التوحيد :
جدي إشتقتُ لك رغم انني بجانبك فسبحان من جعلك في دنياي لا تُعوض ولا تُقارن ويارب خفف عني حمل الأيام وما أشعر ..!
لكل شخص عزيزٌ على القلب نحن لا نعرفه ولا ندرك مدى قرابته ولكن نشترك في هذا الشعور بالفقدان ..شعور تنتهي معه الكلمات وتفيض الدموع كأنها مجبرة على نزول ..
فلروحك يا جدي ألقي سلاما ...لكن كيف حالك بين القبور ؟
لم أتجاوز الصدمة أو الخبر فلا حول لي ولا قوة ..!
لفقيدي جدي وسندي بعد الله أدعو له صحبة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنزلة عظيمة له ولجميع موتى المسلمين والمسلمات ..
فيارب فقيدي كان طيب الأثر في الدنيا فكما عاش طيب ومات طيب فيارب طيب منزلته ..
ففي قلوب الأحفاد الأجداد أحياء وإن دُفنوا ..
-
ابتسام الضاويكل كنوز الأرض لا تساوي راحة بالك