وجدت رسالة بين طيات ملابسي تقول :"لقد تم حظرك من كل هذه الحياة الدنيا". أيعقل ان يحصل إستبعادي. ولكن ماجرمي. هل لأن لي قائمة من الأحلام التي لا تنتهي. لكن هذا مايحدث مع كل الناس. يحاولون أن يضعوا أمام أعيننهم أحلام سعيدة جدا جدا لبلوغها و تحقيقها. لكن ربما يكون هذا اليوم غير عادل، حتى يحصل شخص مثلي على أحلامه المتواضعة والبسيطة. لقد تم حظرك من كل هذه الحياة الدنيا، وبكل بساطة، وتساهل عجيب. ألم أقل لك أن تجعل نفسك في المقدمة، لكي تقطف خلاصة أحلامك.
أيجب علينا ان نستسلم لأن شبح الثلاثين يزحف إلينا، ولم نحقق شيئا يذكر. بالرغم من بذل الجهد والوقت وكل الأسباب الحقيقية، لكن شبح الثلاثين اسرع و أقرب من أي محطة قد نصل إليها.
والمضحك في الأمر، اننا تركنا انفسنا للأحلام، فتزودنا بكل طاقة، لكن الفشل لنا بالمرصاد. اخر بطاقة لنا لهذا العام قبل العيش كثلاثيني حقير لم يبلغ لو القليل من ترهاته المعلقة في ركن من غرفته، حيث رتب أحلامه و طموحاته، "العمل، السفر، السيارة، الاستقرار، العائلة، الحب، المال، الأمومة، السعادة، النجاح، الانطلاق في مرحلة جديدة، الرحالات، الأكل اللذيذ، الاماكن الساحرة، المغامرة الفريدة، التسوق المطول، المحالات الباهضة، العلاقات المثمرة، الموسيقى، السهر، الرقص، البرامج الشيقة، الأكل الغريب، الجبال، البحر، السهول، الجنة، السهر تحت ضوء القمر، الأدغال، الغابة، الاماكن العتيقة و القديمة، الحفلات العائلية، السباحة، الصيف وسحره الجذاب". كلها أشياء مصيرية بذلت من أجلها العديد من الأسباب، لكن لم يحن الوقت حتى هذه اللحظة. بل الفشل المتكرر و الكريه لا غير. كأن النجاح تحتكره فئة قليلة.
أحيانا يكون من صعب تقبل هذا الكم الهائل من الفشل، لكن كل مرة تقول لنفسك نفس كلام، أيعقل ان تكون خرافة النجاح. شكرا لهذا العالم الذي جعل احلامنا مستحيلة بل ذبلنا، كزهرة في صيف قاحل تحدت الصحراء القاتلة من اجل ان تعيش. لكن ذبلت. هل تبلغ الثلاثين من العمر دون ان يلتفت اليها الحظ اللعين.
الفتاة الطيبة المجتهدة اصبحت على حافة الثلاثين شاحبة الوجه، انهكتها الحياة الدنيا.
"هل للحياة بقية ... هل للأحلام حياة. أم لقد تم حظرها من كل هذه الحياة الدنيا".
-
راضية منصورمختصة بدارسة قانون سنة ثالثة دكتوراه
التعليقات
٤- لابد من تقبل الحياة والقدر وحب الذات ان لم نعطف نحن على ذواتنا لن يعطف عليها الناس . والحياة جميلة مهما كانت بشاعة ماحولنا ( جميلة لأن نظرتنا لها نظرة تصالح وتقبل ).
٢-اني اعلم أن هذا المقال خاطرة تتحدثي بها عن ماتشعري به ، وغداً ربما تختلف مشاعرك . ولاكني أريد أن اعلق بخصوص وصف عمر الثلاثين بشبح.
موضوع شيق دام المداد