لطالما نظرت من حولي إلى الأصدقاء كيف تغيروا، و إلى الأقارب كيف أصبحوا غرباء و أتسأل أحقا هؤلاء من شاركناهم حياتنا لماذا تركونا في الخلف لماذا لم يتذكرونا و لو ثانية بل لماذا كل تلك المسرحية . لو أتذكر كمية الأشخاص الذين اعرفهم لضحكت من غرابة هذه الحياة فرغم ذاك كمّ إلا أني اليوم املك فقط صديقة واحدة . هؤلاء الأشخاص فور ما انتهت مصلحتهم بنا تركونا بدوت أي كلمة عذر زهيدة بل استمروا في الأقنعة .

الحل الوحيد أن نجعلهم يتذكرونا في من الأيام عندما نمر من أمامهم و لا نعرفهم و هم يعرفوننا لأننا حققنا نجاحات تفوق نجاحاتهم و أننا لم نبقى في الخلف كما خيل لهم. نحن منحناهم من الوقت الكثير و اليوم هم نكرة. اليوم الذي يجعلك معروفا و غير منسي ذلك هو يوم السعيد لان انجازاتك هي من جعلتك في الذاكرة و من اجل الوصول لهذا الهدف، لابد أن نملك خطة بديلة تحت أيدينا و هذه طريقة الأذكياء. فإذا فشلت الخطة الحقيقية لابد أن نملك سلاح خفي و إلا سوف نحزن. الخطة البديلة سهلة و لكنها عميقة. كل ما في الأمر أن نأخذ فترة استراحة غير محددة، نسترجع فيها كل صغيرة وكبيرة و ندرس ما خطأ الذي ارتكب في الخطة الأولى و ما مدى عمق الفشل. إن كانت كل الجهود لم تكن كافية نضعف المجهود و نتزود بالطاقة القصوى.

أن تأخذ تلك فترة سوف تسترجع كل لحظة و تدرس كل غفوة صادرة منك أو من عالمك الذي لم يساعدك على تخطي المرحلة. أن كان الجدول اليومي ناقص اجعله أكثر إحكاما و أن كان الحبيب مخيب للآمال ابتعد عنه و أن كان الصديق معرقل تخلص منه. فلا يغرنك أن تبقى وحيدا و تزداد مخاوفك فيمكن في تلك اللحظة تدخل ميدان المعركة بأخر أدواتك عازما على النجاح آو متقبلا للفشل بآخر نفس لك. المهم أن تدرس و تفكر و تخطط و تكتشف ألوان أخرى تضيفها إلى خطتك ألوان غامضة لكن قد تكون مساعدة. الأهم أن تجد في هذه الخطة البديلة الورقة الرابحة.

لا شك أن العالم كل سينساك حينها و قد لا يفتقدك احد لكن تأكد المداهمة الناجحة لا تكون ناجحة إلا إذا كانت مفاجأة حتى تحقق الأرقام القصوى من المتابعة. لذلك التحلي بالخبرة و الحنكة بعد المرور بكل ذلك سيدفعك للنجاح ولاشك في ذلك. لكن احذر أن تكون سهلا و متساهلا مع الجميع لابد أن تكون ذكيا محنكا، إذا لم يعجبك حديث غادر أذا لم يعجبك شخص غادر إذا لم تعجبك مجموعة غادر و لو كانت فكرة لم تعجبك بادر بالإصلاح و إعطاء منظور جديد للنجاح في محيطك الضيق و الواسع . 

يتبع ....