قارئة الفنجان .. حزينة تبكي
بقلم الكاتب الساخر : محمد خلف الشلول
ضاقت بي الدنيا .. فقلت أن أهرب الى الصحراء .. لعلي أجد هناك مأوى .. بعيداً عن السياسة وهموم الوطن العربي .. على الأقل لا اشاهد الفضائيات التي تروعنا بمشاهد القتل والدمار بحفنة الدولار .. ضمن الحروب الكرتونية توم و جيري وعلى الطريقة الهوليودية وأفلام الكابوي .. وعلى ارض الواقع شركات أمنية وعصابات مسلحة .. قتل ونهب وسلب ومقايضة تبيع وتشتري .. تحولت الثورات الى ثروات وصفقات بملايين الدولارات .
وفجأة شاهدت وسط الصحراء بيت من الشعر .. قلت في نفسي :- هذا افضل مكان أعيش فيه بقية حياتي .
لم أجد في بيت الشعر سوى إمرأة عجوز .. عيناها غائرتان وأمامها دلة قهوة وفنجان
طرحت عليها السلام .. فقالت لي :- أجلس يا ولدي يبدو عليك التعب والهم والغم
قلت لها :- هذا حال العرب .
سألتني بصوت اجش :- أنت اردني.؟!
قلت لها :- نعم .. أنا اردني .
راحت المرأة العجوز تبكي .. وقالت لي :- عندكو مجلس نواب .
قلت لها :- نعم .
زادت المرأة العجوز بكائها ودموعها تتساقط على حبات الرمال .. سألتني هل عندكو حكومة ؟!. قلت لها :- نعم .. عندنا حكومة .
راحت المرأة العجوز تلطم على وجهها وصوت بكائها وصل عنان السماء .
سألتني :- أكيد عبالله النسور رئيس الحكومة ؟! قلت لها :- نعم .
أصيبت المرأة العجوز بغيبوبة .. شعرت بحزن عميق عليها .. وانتظرت رحمة ربنا وانا ادعو لها .
وفجأة فاقت العجوز وهي تتمتم بعبارات لم افهمها سوى عبارة علامات الساعة .
صبت لي فنجان قهوة .. وقالت لي أشربه دفعة واحدة وألقيه على الرمل .. وقدمه لي كي اقرأ حظك.
شربت فنجان القهوة .. وقدمت لها الفنجان بعد ان اختلط بداخله حفنة رمل .
نظرت المرأة العجوز في الفنجان .. هزت رأسها وقالت :- انا حزينة عليك وهذا يكفي .
قلت لها :- هكذا بدون توضيح .. أريد قراءة المستقبل .
قلبت العجوز الفنجان على الأرض وقالت أخر كلماتها :- انتقلت يا ولدي من سراب الى سراب .
وفارقت الحياة .. دفنتها بقلب الصحراء .. وجلست مكانها .