كل النزاعات في العالم تحصل بدافع المكانة أو الترتيب الإقتصادي ، وهذا حال الحرب العالمية الثالثة لأن الدافع لهذه الحرب هو اقتصادي.
في عام 1945 أقر البريطانيون أن الدولار هي العملة المعتمدة للإحتياطات العالمية ، حينها رفض الإحتياطي الفيدرالي وهو أكبر إحتياطي في العالم للسماح لأي جهة بمراجعة وإشراف على مطابع النقود.
في عام 1973 طلب ريتشارد نيكسون من الملك فيصل لاعتماد الدولار في بيع النفط وأن يستثمر كل الأرباح في الخزينة الأمريكية بعقود وسندات أمريكية ، وفي المقابل إقترح نيكسون على الملك الحماية الأمريكية لحقول النفط في السعودية ، وتم منح نفس العرض على كل الدول المصدرة للنفط.
وفي عام 1975 وافقت كل دول الأعضاء في الأوبيك على اعتماد الدولار لبيع النفط.
هذه الخطة التي خلصت البنك الفيدرالي من مأزق تعويض الدولار بالذهب وربطت قيمته بالنفط الأجنبي ، حيث أجبرت كل الدول المستوردة للنفط في العالم الحفاظ على إمدادات ثابتة من الأوراق النقدية للإحتياطي الفيدرالي الأمريكي وللحصول على الأوراق النقدية يجب على الدول إرسال سلع مادية ذات قيمة إلى أمريكا وهكذا ولد البترودولار.
الحرب على العراق عام 2003 كانت بسبب اعتقاد أمريكا أن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل ، ولكنها الحجة التي أقنعت جميع العرب ، والسبب الرئيسي هو أن أمريكا اكتشفت في نوفمبر عام 2000 عن خطة عراقية للبدء في بيع النفط حصريا باليورو ، وهذا يعتبر هجوم مباشر على الدولار والهيمنة الإقتصادية للولايات المتحدة ، وبعد السيطرة على العراق عام 2003 عاد الدولار فورا ليكون العملة المعتمدة لبيع النفط العراقي.
في ليبيا كان معمر القذافي يسعى لتنظيم وحدة بين الدول الإفريقية لإنشاء عملة موحدة وهي "الدينار الذهبي" وكان سيستخدمها لتحل محل الدولار في تلك المنطقة ، لذا بمساعدة الناتو قامت أمريكا بإسقاط النظام الليبي عام 2011 وبعد السيطرة على المنطقة أعدم ثوار الناتو معمر القذافي بدم بارد ، وفورا تم تأسيس البنك المركزي الليبي مستخدما عملة الدولار.
قامت إيران بحملة نشطة لوقف مقايضة النفط مقابل الدولار منذ فترة طويلة ، وحصلت على إتفاقيات للبدء في بيع النفط مقابل الذهب ، في حين حاولت الحصول على الدعم الدولي لتوجيه عقوبات إقتصادية على إيران بحجة الملف النووي ولكن السبب الرئيسي هو انهيار الإقتصاد الإيراني.
سوريا وهي الحليف الأقرب لإيران وقد تم توقيع إتفاقيات تخص الدفاع المشترك بينهما ، ولكن بمساعدة سرية من الناتو تقوم بعض الأطراف بزعزعة الإستقرار في سوريا وعلى الرغم أن روسيا والصين حذرتا أمريكا من التدخل في سوريا إلا أنها لم تقتنع وهي تحاول توجيه ضربة عسكرية لسوريا بإجماع دولي.
من السابق نستنتج أن أمريكا في كل مشكلة تعمل على خلق ظرف يمنحهم الغطاء الدبلوماسي لتفعل ما تم تخطيطه مسبقا.
المشكلة أنه إذا بدء بيع النفط بعملة غير الدولار فإن ذلك يؤدي إلى انهيار الدولار وبالتالي خسارة كبيرة لمن يسيطروا على الإقتصاد والحكومة الأمريكية.
أعلنت روسيا والصين أنهما وتحت أي ظرف لن يقبلا أي هجوم على سوريا وإيران ، وخاصة إيران لأنها تعتبر من آخر منتجي النفط المستقلين في المنطقة وإذا سقطت لن يكون لروسيا والصين مفر من استخدام الدولار دون اللجوء إلى الحرب.
والأهم هو أن قرار غزو ليبيا وسوريا وإيران تم اتخاذه قبل أن يستلم باراك اوباما كرسي الرئاسة بوقت طويل ولكنه ينفذ واجبه مثل الدمى التي سبقته.
من الذي يحرك هذه الدمى؟ من المستفيد الأول؟؟؟
غالبهم من الذين لديهم القدرة على طباعة الدولار من لا شيء وهم المعرضين للخسارة إذا انهار الدولار.
منذ عام 1913 انحصرت هذه القوة داخل البنك الإحتياطي الفدرالي الأمريكي ؛ الفدرالي الأمريكي هو عبارة عن كيان خاص يملكه تكتل هائل من أقوى البنوك في العالم ,والأفراد الذين يسيطرون على هذه البنوك هم الذين يحركون هذه الدمى ، العالم بالنسبة لهم مجرد لعبة, فحياتي وحياتك وحياة الآخرين ليست سوى بيادق على رقعة شطرنج بالنسبة لهم.
الحل هو الثورة وهو الحل الوحيد لإيقاف هذه القوى ومحاكمتها محاكمة عادلة والأهم عدم الإرتكان على الحكومات لأنها حكومات فاسدة ومخترقة حتى النخاع.
مراحل الثورة:
1. المقاومة الإيديولوجية:وفيها علينا أن نوقض أكبر عدد ممكن من الناس وتوعيتهم حول ما يحدث؟ وإلى أين نتوجه؟ كل الثورات تنبع من حدوث نقلة في عقلية الناس وأي مقاومة هادفة ستفشل من دون هذه النقلة ويمكن قياس النجاح في هذه المرحلة بسرعة انتشار عدوى الأفكار إلى كتلة شعبية هامة فتبدأ في الإنتشار بشكل تلقائي وتتسرب إلى كل طبقات المجتمع ولرفع سرعة هذه العدوى نحتاج إلى أكبر عدد ممكن من المشاركين في هذه المعركة.
2. العصيان المدني(المقاومة الغير عنيفة):وفي هذه المرحلة يجب أن تمنع أموالك وامتثالك لأوامر الحكومة ، إذا طبق كل أفراد المجتمع هذه الطريقة تكون كافية لإسقاط أي نظام وإن فشلت ننتقل إلى المرحلة الثالثة والأخيرة....
3. المقاومة الجسدية المباشرة وهي الملاذ الأخير ويجب تجنبها لأطول وقت ممكن وتستعمل عند استنفاذ كل الخيارات الأخرى.
التعليقات
مقال وتحليل جميل