أنا الشخص الذي أبات نفسه سما في حياته، أرهقتها لدرجة الموت، تركتني وحيدا أرمق الحياة أملا لكي أعيشها، لم أعد أريد البقاء على قيد الحياة، أرهقني تأنيب الضمير كل ليلة، حين أريد أن أستريح من كابوس الحياة لكي أنام لكن التفكير فيها يصارعني كل ليلة، ما جعلني في حالة يرثى لها، أكان من الضروري أن أتلخبط لهذه الدرجة، ما أحس به وما أفكر فيه أرهقني، لم أكن أرغب بهذه الأمور أن تصل لهذه الدرجة، كنت غبيا جدا أليس من حقي أن يغمرني الندم قليلا وأتشافى بسرعة، فعلا النسيان من أكثر الأشياء صعوبة حين تحاول أن تتلاشى الأمر بسرعة لتحس أنه يزداد أكثر من السابق، إلا التناسي أن تحاول الكذب على نفسك لكي تعيش سليما، لكن باقتراب الليل تبدأ بالتذكر أكثر ثم أكثر ليبرز الألم بصمته.
المرحلة الأولى من ذلك الألم، يجول بين أضلعك تحس بشيء جديد بدأ ينمو في جسمك، كأنه يريد إنغراس أكثر في جسمك، يحاول قليلا ثم قليلا الذخول لكنك تحس كأنه عبارة عن دخيل في جسمك، جديد في تركيبته وطريقته ليست معهودة عليك، ليغمرك الألم من جديد، تأنيب الضمير أصعب شيء يمتحن فيه الشخص، تريد الرحيل لكن شيء يمسكك بقوة من الخلف، يحاول أن يمسكني بشدة، إختنقت من كثرة التفكير، إرتعبت من فكرة المكوث في هذه الحالة كثيرا، أردت أن أهرب بعيدا في مكان لن أتذكر شيءا من هذا القبيل، لا أريد الإستسلام له، أريد فقط سلاما ذاخليا يعفيني من كل هذا..