الوصفة الطبية لحياتك
ضع مشكلاتك داخل جيب مثقوب
نشر في 11 يونيو 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
" لوكان بإمكانى ان أتمنى لحياتى أن تكون مثالية ، لكان ذلك مغريًا لكنى سأتردى حتمًا ، لأن الحياة ستتوقف عن تعليمى أى دروس " اليسون جونز
اتتذكر حينما كنا صغار ، تلك الفتاة صاحبة الضفائر الذهبية ، وتلك صاحبة الخصلات الحالكة التى تشبه سواد الليل ، وتلك التى خلقت الإبتسامة من أجلها ،وتلك التى تشبه المغناطيس فى جاذبيتها ، وتلك المتفوقه صاحبة النظارات وأعلى الدرجات انتهاء بتلك المغرورة المتملقة التى تظن انها خلقت ملكة والباقى ليسو سوى عبيد لها .
اتتذكرى ذلك الصبى المشاغب الذى يلتوى فمه دائما بإبتسامة سخرية ، وذلك المغرور الذى تتهافت عليه فتيات الصف ، ام ذلك الساذج الذى دائما ينسج احلام وردية مجرد أن تبتسم له احدى الفتيات ، وذلك الذى تزن نكاته السخيفه اكثر ماتزنه شاحنات البضائع .
كانت اكبر آمالانا أن نكبر ونلتحق بالجامعة، فذلك هو العالم الذى لطالما سمعنا عنه فقط من الأكبر سنا ، شاهدناه فى التلفاز ، وكنا نندهش عن كونهم لايرتدون مثل مانرتدى زى موحد بل كل منهم يرتدى مايريده .انهم يرتدون الكعب العالى ويصففون شعرهم بطريقه محببة .
متى سأكبر حتى أتزوج فتاتى التى لطالما حلمت بها ، ونبنى منزلنا وننجب أطفالنا ،متى سيأتى فارس أحلامى حتى يأخذنى لجنته ، وأصبح ملكة متوجه لأطفال يشبهون الملائكة .
لطالما كنا نعد الأيام ولا نخطىء حسابتها حتى نصل لسن ال20 وها قد وصلنا بل وتجاوزنا ايضًا وماذا حدث !؟
سأخبركم :- الحياة لم تكن كما حلمنا ، لقد ماتت احلامنا وامنيتنا، بل اصبح البعض منا يسير كالجثة بدون الروح ، اصبحث الهموم مثقلة وتفوق تحملنا ، وأصبحت سفينة الحياة تسير على غير هواده وهانحن فى عرض البحر لانرى اليابسة ولا على المدى البعيد ، والظلام حالك ، سأخبركم ان بعضنا لايجيد السباحة ومن يجيد السباحة لايمتلك صحة جيدة لمقاومة المياه لساعات ، ومن يمتلك صحة جيدة لايعرف الطريق ، واصبح السؤال الذى يصرخ بأعماقنا ماهو الحل؟!
تذكر أن الحياة ليست سوى لعبة عليك تعلم القواعد حتى تحسن التلاعب معها " فالفرصة غالبا ماتأتى متنكرة فى صورة محنة او هزيمة مؤقتة" (نابليون هيل )
و تلك اولى وصفاتها الطبية .(من كتاب "شوربة دجاج للروح"
1. انصت بعناية :- لكى تهدىء العقل المضطرب ، امنحه السكينة ، ، بدلا من الانصات الى مشكلاتك الداخلية عليك ان تنصت لما حولك ( لصوت الطيور ،البحر – الهواء - .............) فكثرة التفكير المتوالى لن تجدى نفعًا، بل ستدمر عقلك ولن تصل لشىء
2. حاول أن تعود:- بما أن العقل يمكنه التعامل مع أكثر من فكرة فى آن واحد ، فأنك تمحو هموم الحاضر عندما تلمس سعادة الماضى (ذكريات الماضى السعيدة)، وبما ان العقل لايمكنه التمييز بصورة صحيحة بين ماهو حقيقى وبين مايتخيله العقل الباطن ويختزنه فيمكنك تخيل ماتريد ومايبهجك .
3. افحص دوافعك :- حينما تنظر الى الوظيفة من منطلق المزايا التى تجلبها لك ، فلم يعد العمل غاية فى حد ذاته بل اصبح وسيلة لكسب المال ، وسداد الفواتير . اما فكرة العطاء ومساعدة الاخرين وتقديم المساهمات ضاعت فى خضم البحث المحموم عن الامان ، فاذا فسدت دوافع المرء فلايمكن لأى شىء فى حياته ان يستقيم ، ولافرق بين كونك ساعى بريد او مصفف شعر او مندوب مبيعات او ربة منزل ايا كان .فما دمت تشعر بأنك تخدم الاخرين فأنت تؤدى وظيفتك على أكمل وجه ، اما اذا نصب اهتمامك كله على مساعدة نفسك فقط ، تكون قد أخفقت فى ادائها .
4. اكتب مشكلاتك على الرمال :- لان حينها سيأتى المد ويجرفها معه وتزول أثرها.
5- تذكرو جيدا قول الله تعالى " لايكلف الله نفسًا الا وسعها " فلن يكلفك الله مالا تستطيع تحمله فعلى قدر التحمل يأتى الابتلاء...استعن بالله وافعل مابوسعك وحسب، فالقدر مكتوب ولكن انت من تختار كيفية التعامل معه .
واخيرًا " سر بثقة فى اتجاه أحلامك ، وعش الحياة التى رسمتها لنفسك . فالمستقبل لأولئك الذين يؤمنون بروعة أحلامهم "
.
-
Sahar Elbeharyسعادتى تكمن فى سعادة الأخرين