القوة الخارقة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

القوة الخارقة

أسطورة

  نشر في 18 يناير 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

"أنت تقدر" "لا تجعل أي شخص يملي عليك ما تفعله" "سيقال عنك أنك مجنون ثم سيتبعونك" "حارب من أجل حلمك" "لا تعط أحدا الحق في قول كلمة لا لك" "بالعزيمة والإرادة ستحقق ماتريد، فقط ضع هدفك نصب عينيك"

جميعنا نسمع مثل تلك الكلمات التي تخفف من وطأة أثقال اليوم وإحباطاته، تدفعنا للقيام بالمزيد والمزيد، تشعرنا أننا ماضون في الاتجاه الصحيح وإن انحرفنا قليلا، كلمات تشبه مانفعل ولا تشبهه كثيرا! 

يحفز الإنسان بأمرين إما المتعة أو الألم وفي كلاهما يجد راحة قدميه، حتى توخز قدميه شوكة، فينبذ كل مايتصل بتلك الشجرة المسماة بالتحفيز ويعتبرها أكذوبة اخترعت من أجل تهدئته مؤقتا أو قد تنمو فعلا تلك الشجرة وتُزرع شجرة أخرى بذات الطريقة ويُرسخ لديه معتقد التحفيز وأن الكسالى هم من يحبطون ويسئمون ولذا هم فاشلون ومختلقو الأعذار.

نعتقد نحن البشر أننا لا نشبه الطقس بل نحن نطابقه تماما، فنحن متغيرون ومختلفون للدرجة التي نعتقد أن علينا التشابه مع الجميع، ونمتعض، ونطلق الأحكام عليهم، ولا ندرك أن سنة هذا الكون هي الاختلاف والتغيير ليس في الأشياء فقط بل حتى في الأشخاص. 

ولكن ماعلاقة التحفيز باختلافنا؟ 

إن التحفيز كالحلوى اللذيذة لا يختلف على أنها لذيذة لكن كثرتها قد تسبب تسوس الأسنان وأمراض مزمنة كالسمنة، والقليل منها يحرم المعدة من ألذ النعم، ولا نستطيع الموازنة لأن لذتها تمنعنا من ذلك، لكننا نستطيع اختيار الحلوى الصحية اللذيذة، واختراع وصفات لحلوى مشبعة وقليلة السعرات حتى نصل لنقطة وصل مشتركة بيننا وبين مانحب، ومع ذلك في بعض الأحيان لا نستطيع تناول أي حلوى وفقا لتعليمات الطبيب.

إن العالم المتمحور حول التحفيز يخترع بالونات جميلة تختفي فقاعتها بعد برهة، فليس جميع الناجحون ناجحون ولا كل الفاشلون فاشلون، ولا قول كلمة أنت التغيير الذي ستراه سيدفع بك للفضاء، بل قد تكون على الطريقالخاطئ تترنح،وتصدم بالحقيقة بعد أن خسرت هدفك الذي كنت تعمل من أجله ليل نهار! وعلى النقيض فإن الحرمان من التحفيز يشعرك بالإحباط واليأس وقد لا ترجو شيئا مما تفعل وتعود لنقطة البداية، والحقيقة أننا لا نستطيع الموازنة بينهم، لكننا نعلم متى نأخذ تلك الكبسولة التي نحتاجها ومتى علينا تركها. 

إن الإلهام والبطولة الحقيقية تكون حينما تحفز نفسك وتستمع لآراء الآخرين ولا تلغيها، حينما تحفز نفسك ولا تتهور بترك عملك لأجل مشروعك الخاص، حينما تحفز نفسك وتعترف بأخطائك، حينما تحفز نفسك وتتعلم من خسارتك، حينما تحفز نفسك ولا تقارن نفسك بالآخرين، حينما تحفز نفسك ولا تبني سقف توقعات عالية، حينما تحفز نفسك وتعلم أن المستحيل قد يقع والمتوقع قد لا يقع، وأخيرا حينما تحفز نفسك ولا تتكأ على عصا سحرية خارقة. 


  • 5

   نشر في 18 يناير 2021  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات

فعلاً كلامك كُله واقعي ومؤثر يجذب من يقرأه ليكمله حتى أخر كلمة كما اعتدنا منك زينب ، وأعقب على ماقلتي ان التحفيز إذا ادمناه لن نستيطع المضي بشيء دونه ولكن يمكننا إستبدال التحفيز بوجود " دافع ، هدف، المعنى ، الطريق " لنخلق لنفسنا عالم الدافع والهدف وقودنا فيه للأنجاز والاستمرار
دام مدادك عزيزتي زينب
2
لينا شباني منذ 3 سنة
جميل جداً.
كلام منطقي وفي الصميم
1
ياسر السيد منذ 3 سنة
احسنت
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا