أحب الطيور كثيرا، بالرغم من أنني لا أتقن تربيتها
لا أدري لما أكره كل من يضع الطيور في قفص، أحس كما لو أنني أوُضع مكانها، إن لي قلبا هشا كقشة، لماذا يمنعونها من أن تحلق حرة طليقة، وتموت شامخة.
في طُفولتي، جربت أن أربي طائرا بديع الألوان، يسمى بالشقراق، كان أنيقا ومذهلا، كم أحببته، بالرغم من أنني كلما أردت إطعامه صرخ في وجهي... فعرفت معنى الإحتجاج.
لم يكن يأكل ما أمنحه من حشرات...مكابرة، ويا له من متعجرف جميل... غرور، وأنا الرجل الصغير سيء الحظ... طموح.
لم أكن شريرا حينها، كان يعلم ذلك جيدا، وكنت أجد صعوبة في النوم، فأتخيله يموت من شده الجوع، أو تأكله الآفاعي ثم تلتهمني بعده.
ذات صباح، قررت أن أطلق صراحه... الحرية، كنت مترددا، وخائفا أيضا، لم أخبر أحدا بذلك، أخرجته بهدوء من القفص، ذهبت به بالقرب من شجرة طويلة، ثم قلت له بعد أن فتحت القفص:
_ هيا إذهب يا صديقي،أنا آسف.
لقد ذهب دون أن يودعني... مؤامرة، أحسست بخيبة الأمل تعتريني، واختلطت علي المشاعر، ندمت ندما شديدا، ووددت لو قتلته دون رحمة.
بعد أيام وجدت ورقة نقدية، فرحت كثيرا، لقد حرت ماذا أفعل بها، ثم أتتني فكرة مذهلة، أن أعيد الكرة، وأشترى طائرا أكبر هذه المرة، وفي نواياي أنني سأجد أوراقا نقدية أكثر.
صدقوني، لم أجد شقراقا آخر، وما وجدت مالا، عرفت أنني أخطأت التأويل، وأنني لا أصلح أن أكون مستثمرا.
من يحب الطيور لا يحجزها أو يقتلها، من يحب الطيور لا يكون مستثمرا.
-
Zaya Mayaزياد محمد فركال @FerGal@