تلك هي مهنتي التي أبرع بها منذ الصغر بلا معلم !
مزارعٌ وضع بذرة في أرض بور ورحل حينما بلغ منه اليأس ، عطف عليها عابرٌ بقطرة ماء فنبتت شجرة وحيدة سرعان ما يتساقط الأشخاص منها الواحد تلو الآخر كإصفرار الأوراق في فصل الخريف لكن خريفي لا ينضب ! فن الإبتعاد ، أنا ذلك اللص الذي يدخل الحفلات والتجمعات في هدوء تام يتلفت يمنة ويسرة حريصاً على ألا يراه أحد ، لكنني لا أسرق سوى طريق العزلة.لا أريد لأحد أن يقتحم سور قلعتي كي لا يشتم عبق الحزن يمطر بها ومنها !
ملونٌ بالخوف ، الجميع له عمر في الأرض فكيف يصبح وجودهم أبدياً في حياة الأخرين !
وأنا كقطة المنزل التي تألف أصحابه فيصبح الشارع لها بمثابة الموت !
كثرة الراحلين أصابتني بحمى الحساب ، بت أحسب متى سيرحل هذا وإلى متى قد يبقى ذاك.كان لي صديق مقرب وذات مساء جمع أحاديثه وذهب تاركاً باب قلبي على مصراعيه !
عابري سبيل ، طريقا خال الروح كلما مر أحدٌ من هنا استشعر رهبة الأماكن المهجورة .فلا يطيل المكوث ، كمطار كل الطائرات به دائمة التحليق حتى بات هبوط إحداهن يعني الخطر!
فيروس أسود ، الكآبة استعمرت روحي فصارت تحارب أي داخلٍ عليها تتغذى على هزيمتهم ولا تلبث تهدأ حتى تطردهم من أرضي أقصد أرضها ! شجرةٌ عجوز ، لم يتبقى بها سوى غصون تشهد على أشخاص مروا من هنا ، فيلم ممل ينتهي دور الممثلين به تباعاً ولم يبقى سوى البطل ينتظر ظهور كلمة النهاية.