المنبع المقدس - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

المنبع المقدس

هذا المنبع لا يمكن أن تجده على قمم الجبال أو سفوح الوديان، أو مغارات الجان.

  نشر في 28 نونبر 2019 .

 في الحياة هناك عدة مستويات، تختلف في عمقها باختلاف المستوى الذي تنتمي إليه و المنبع الذي تنبع منه. و دون شك أن هناك اختلاف في مستوى فهمها و استيعابها على نحو سليم. و هذا هو المغزى في الحياة الذي يجب عليك أن تفهمه و تستوعبه جيدا ، لأنه سوف يحدد كيف ستكون نظرتك للحياة ، و الهدف من وجودك فيها اصلاً.

فكلما كان تفكيرك سليم ، و تأملك عميق بما فيه الكفاية تجاوزت القشور ، قشور الحياة ، قشور العادات و التقاليد ، قشور البديهيات ، و وصلت الى المنبع الصافي الذي سوف تروي به عطشك ، و تتخلص من الظمأ الذي ترزح تحت وطأته اغلب البشرية. ستتخلص من تلك الانانية الحمقاء ، و ذلك الغباء الطائش ، و تلك الكراهية المفرطة للأشياء و لبني جنسك ، ستحب كل شيء لأن له دوره في دورة الحياة ، و ستحب بني جنسك لأن كل واحد لديه مكانه الخاص ، و دوره المنوط به الذي يجب ان يلعبه ، سواء كان هذا الدور خيرا أو شرا ، و بإتقان لأنه إن شذ عنه ستحدث شروخ في الحياة تختلف باختلاف هذا الشذوذ. عندها ستتقبل الجميع على ما هم عليه، و سوف تتضاءل نقاط الاختلاف تدريجيا حتى تكاد تنعدم ، و ستتخلى عن فكرة و طموح تغيرهم، بل و أكثر من ذلك ستتعايش معهم في سلام . دون أن تنخرط فيما يحبون أو يكرهون ، دون أن تصدر الاحكام عليهم .

هذا المنبع لا يمكن أن تجده على قمم الجبال أو سفوح الوديان، أو مغارات الجان. هذا المنبع الصافي و المقدس موجود في أعماقك ، ينبع من روحك ، إن وصلت اليه و ارتشفت منه فسيغنيك عن جميع الينابيع الأخرى .

فكر و تأمل في تلك الاشياء البسيطة المحيطة بك، و كل ما هو في متناول يدك. إنها هبة من هبات الحياة ، و يمكن أن تسلب منك . ستكتشف أن هذا وارد جدا و أنه ليس من المستحيل أن تفقد ما تملك. و سوف تبدأ بالغوص الى أعماقك في محاولة لمعرفة ردة فعلك العميقة ، عندها فقط ستجد متعة لا توصف و رعب يحدوه شغف في سبر الأغوار ، سبر أغوارك بنفسك ، و في كل مستوى و عمق جديد ستجد إجابة مختلفة، ستكتشف عمق لم تصل إليه من قبل ، و في النهاية ستجد أنك تولد من جديد ، شيء يتجدد بداخلك وكل خلية سيمسها هذا التجديد فيما يشبه جريان الماء على الأرض ، و كيف يرويها و تخضر معلنتا عن بداية الحياة، كلما اكتسبت معرفة جديد تطفوا رويدا رويدا الى السطح ، تظهر على ملامحك و محياك ، في معاملتك ، أسلوب حياتك ، و تصبح صفة من صفاتك .

إنها الولادة الثانية لك ، و كلما كررت التفكير و التأمل ، و غيرة الاشياء كلما غصة عميقا ، و حصلت على أجوبة ستتحول تلك الاجوبة الى أسئلة جديدة ، فيما يشبه السلسلة – سلسلة المعرفة – المتتالية و المترابطة في آن واحد.


  • 4

   نشر في 28 نونبر 2019 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا