هل جربت شعور أن تكون عالقًا في قضية لا ضحايا فيها ولا مجرمين، لكنك متضرر وشاعر بالذنب على الدوام؟
تحاول جاهدًا إلقاء اللوم على أيٍ كان حتى تتحرر من عبء الأحوال المتدهورة من حولك، تطارد الأدلة، تتعثر بالتبريرات، لكنك لسوء الحظ كلما وجدت متهمًا -أخيرًا- قادرًا على حمل هذا الجرم تجده ضحيةً خالصة..
الجميع يبكون، يحكون عن معاناتهم، يخبرونك أنهم بذلوا قصارى جهدهم لإنقاذ الوضع، ثم ها هم الآن متهمون بلا أدنى تقدير لتضحياتهم.
من المريح أن نعثر على مجرم، أن نَصُب كل سخطنا على شخص حي يمكن معاقبته، يمكن تعليق كل المعاناة عليه. لكن لسوء الحظ، المجرمون في عالمنا لا يمكن العثور عليهم. كأن الجُرم يذوب ويتخلل أرواح الجميع كما تفعل البراءة.
لكن هذه السلسلة من الضحايا والبُرآء التي لا يمكن الوصول إلى نهايتها قد تجد نفسها عُرضة للاتهام، تتآكلها مشاعر الظلم أيضًا؛ لذا قد يتواطأ الجميع على معاقبة أحدهم، أن يصدق الجميع أن هذا الشخص هو من يتحمل كل المسئوليات، هو من يستحق كل العقاب، ليتحللوا أخيرًا من قضيتهم..لكنها لا تنتهي، هذا التدهور لا يتوقف، هذه المعاناة لا تُنسى، ولا يقرر أحد الاعتراف بأن لا مجرمين، ولا ضحايا.
في أحد الأيام يكون عليك إنقاذ أحدهم من جريمة دبرها آخر، ثم بعد إنقاذه تتكشف الأمور لتجد هذا المظلوم -في الأصل- ظالما، ثم قد تستمع للاثنين فتجد لدى كل منهما حقًا.
في بداية الأمر، عندما نكتشف وجود جُرمٍ ما لنبدأ البحث عن مُذنب ما، وبينما نحن صغار ساذجون لا نرى من الدنيا غير وجهها، ننساق كثيرًا لإلقاء الأحكام لمجرد رغبتنا في التخلص من المشكلة، ثم عندما ندرك أننا جزء من المشكلة، نتخبط ونرتبك، ثم أخيرًا يكون علينا التأقلم مع هه المشكلة كأمر بديهي، بل كأساس لوجودنا.
هذه المشكلة هي نحن، ونحن نمثل هذه المشكلة ولا وجود لأحدنا باختفاء الآخر؛ لذا وجب التأقلم.
نعتاد كوننا مجرمين وضحايا، ومشكلات وحلول. نتعاطف مع معاناة الآخرين وننبذ جُرمهم، ونتقبلهم كمذنبين وضحايا. نتقبل أنفسنا أيضًا.
-
مريم ناصفألاحق تناقضات النفس الإنسانية
التعليقات
كذلك لايوجد احساس بالذنب وتأنيب الضمير من غير فعل أو ذنب خفى مثلا
فالمقال كلحظة شعورية جميل ومقبول شكرا وكل التوفيق .
بصراحة لا يوجد شعور بالذنب بغير جريمة ، تنقصك بعض المعلومات عن علم الاجرام الذي اعتبره معقدا و ممتع ،مريم خضت في موضوع من باب الشغف و من باب تجربة لأني احستت بذلك من أحرفك و لكن نصيحتي لا تخوضي في قضايا الذنب و الجريمة و الضمير و الندم حتى تكون لديك معلومات كافية لأنه في عبارة أن ما كان احد منا جرب شعورا ان تكون عالقا في قضية لا ضحايا و لا مجرمين ،هنا خطأ لأنه اصلا لا قضية بغير اطراف ربما بالنسبة لك في هذه الحالة هم متسترون او هاربون من القصاص و المواجهة و لكن لكل جريمة آثار و جاني و ضحية سواء اظهرهم التحقيق او الاقرار ام لم يظهرهم ،تأكدي مريم أن الزمن سيظهرهم لتفك ألغاز القضية.
مريم جريئة انت حينما خضت في هذ الموضوع فقط تزودي بالخبرات و المعلومات لتكون مقالاتك اكثر من رائعة و ساتابعك أكيد و ارجو ان تستمري في قضايا الاجرام الغامضة فهي ميولي و تخصصي و ساستفيد منك لانك باختصار شديد : انت جريئة جدا..