تصلي .. تنظف اسنانك .. ترتدي ثيابا مريحة .. تطفئ الاظواء و تسدل الستور .. تضع رأسك على الوسادة .. تغمض عينيك .. لكن اين النوم ؟ من اين يأتي النوم؟!
استغفر .. اتظاهر بالنوم .. لا اتحرك .. ينفذ صبري فأنهض . اقرأ كتابا .. تتعب عيوني فأتركه .. اغمض عيني ثانية .. استذكر يومي .. تقفز الى ذهني محادثاتي على الفيسبوك .. كم امقت هذا الفيسبوك ! المكان الوحيد الذي يصبح فيه النفاق و الكذب و الازدواجية امرا مرحبا به ! تغيظني ذكرى الفيسبوك فأدعي بزواله . مؤمنة انا بوجود خانة تعذيب في جهنم لأساتذة الجامعة ، اصحاب المولدات ، و الناهيين عن خلق و آتيين بمثله ، للمستشرفين ، للناصحين بما لا يطبقون في هذا الفيسبوك .
اتجه الى غرفة المعيشة .. احتاج للتلفاز لطرد ذكرى الفيسبوك .. ابدا بتقليب المحطات : تركي ، تركي ، هندي ، دبكات ، تركي ،
ارب ايدل .. اخبار . اقرأ السبتايتل : ( الجعفري ، العبادي ، الجبوري ، الساعدي ، مادة 140 ، الاقليم ، الخوارج ، التحرير )
و عود وتصريحات و الكثير من الكلام الفارغ . المثير للإهتمام على اية حال هو المفاهيم المتشابكة المعاني ذات العكس الصحيح" ( استشهد- قتل ) ، ( انتصر – دُحر ) ، ( الأبطال – الأنذال ) " اتسائل من الابطال ؟ الكل ابطال و " القرد في عين امه غزال " ما اكثر قرودنا و ما اكثر الامهات ! لا أؤمن بوجود ابطال ، الا ان ايماني بالأنذال عميق فهم اوضح و اسهل تمييزا .
تميتني هذه الاخبار تستنزف روحي ، لماذا لم اشاهد عرب ايدل ؟
تفاهته كانت ستبعث الملل في نفسي والنوم !
من اين يأتي النوم ؟
( 622 ) اتجه لقناة محلية ( عاجل : مقتل .... فرار .... ) اتطلع بشوق لرؤية هذا العاجل فهو حبة المسكن و المنوم التي احتاجها ، هو الكذبة الصغيرة التي تغذي املا بأن المهزلة التي اعتدناها لسنين ستعود فهي افضل من المهزلة الجديدة ! اتمتم : " فليرحم الله من يستحق الرحمة ". العاجل يعطيني املا يكفيني للوصول الى السرير و النوم . صحيح بأنه نوم بكوابيس ، لكنه نوم .
اعتقد اذا ان النوم يأتي من الاوهام !