الشباب العربي و الإتكالية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الشباب العربي و الإتكالية

  نشر في 05 غشت 2018 .

من الصعب تغيير العقلية الإتكالية لدى الشباب بين عشية و ضحاها لأنّها ظاهرة سلبية متأصّلة فيه منذ الصّغر تعود بالأساس إلى ما غرسه فيه والديه فأصبحت ثقافة و تقليد أعمى. لمحاربتها و الحد منها يجب العمل على غرس روح المبادرة و حب العمل و الإبداع و الإعتماد على النفس و تحمّل المسؤولية و إشراكهم في إتخاذ القرار منذ الصغر و تكون مدعومة بمنظومة تعليمية قائمة على هذا الأساس ، نزع هذه العقلية هي مسؤولية الجميع تبدأ انطلاقا من الوالدين إلى المدرسة إلى أن تصبح مرفوضة من الفرد نفسه

الصغار يكبرون و تكبر معهم هذه الثقافة بل تزيد عن الحد أحيانا فيصبحون شبابا بلا طموح شبابا فاقدين لروح الإبداع و التميّز و المغامرة ينتظرون المساعدة و إيجاد الحلول لمشاكلهم من الغير كمشكلة البطالة التي يعتبرونها مسؤولية الدولة. تغيير هذا الوضع يعتمد بالأساس على الفرد نفسه فهو في قرارة نفسه يعرف أن الدولة مواردها محدودة و غير قادرة على إستيعاب جحافل العاطلين عن العمل هنا يمكن أن تنبع الحاجة إلى إيجاد حل بعيدا عن الدولة و يكون بالتحلّي بالثقة في النفس و أيضا المبادرة في تحقيق الطموحات و الأهداف على أرض الواقع

يحتاج الشاب إلى زلزلة في المفاهيم الخاطئة و إلى دفعة قويّة و إلى جملة من المحفّزات قد تكون قانونية من خلال تهيئة الظروف و الأرضية الملائمة و تسهيل الإجراءات الإدارية و الآليات المناسبة للتشجيع على المبادرة الخاصة و التأطير و الدعم، و ذاتية نابعة عن إعتماده على نفسه و قد تكون إجتماعية إعتمادا على تجارب ناجحة من شباب آخرين سبقوه في النجاح فتكون بمثابة المحفّز له و يستمدّ منها الثقة بالنفس و ينطلق هو أيضا و يسعى و يجتهد و يعتمد على نفسه في تسيير أموره و قضاء حاجاته من أجل تحقيق أهدافه في الحياة منها المبادرة ببعث مشروع خاص يكون بداية الإنطلاقة نحو النجاح الحقيقي و يكون هو أيضا قدوة لغيره و شيئا فشيئا تختفي تدريجيا الإتكالية و يبرز جيل جديد بمفاهيم و سلوكات حسنة.


  • 3

   نشر في 05 غشت 2018 .

التعليقات

ابدعتى سيدتي في وضع حل مثالي لتلك المعضلة ( الاتكالية) وهو كما ذكرتى منها
* العمل على غرس روح المبادرة و حب العمل و الإبداع
* الإعتماد على النفس و تحمّل المسؤولية و إشراكهم في إتخاذ القرار منذ الصغر
* نزع هذه العقلية التى هي مسؤولية الجميع الوالدين و المدرسة
* زلزلة المفاهيم الخاطئة من خلال جملة من المحفّزات
* اتخاذ نماذج ممن سبقوه في النجاح من أقرانه..و جعلها محفّز له يستمدّ منها الثقةو يسعى و يجتهد و يعتمد على نفسه في تسيير أموره و قضاء حاجاته من أجل تحقيق أهدافه في الحياة ....
والنتيجة ....... شيئا فشيئا تختفي تدريجيا الإتكالية لدي هؤلاء..و يبرز جيل جديد بمفاهيم و سلوكات حسنة.
دام قلمك المتألق استاذة نجاة
0
نجاة علي الأخضر
شكرا أستاذ إبراهيم... أسعدني مرورك
سيدتي الفاضلة نجاة تحية طيبة و بعد
من الصعب تغيير العقلية الإتكالية لدى الشباب بين عشية و ضحاها لأنّها ظاهرة سلبية متأصّلة فيه منذ الصّغر تعود بالأساس إلى ما غرسه فيه والديه .
الا ترين ان فيه بعض الشباب اتكالي ووالديه شعلة من النشاط ، و قد اجتهدوا في اعطاء نموذجهم لأبنائهم لكنهم فشلوا..ترى هل فعلا الاتكالية تعدو الى مسؤولية الوالدين كعامل مشجع لها ؟
تقبلي كل التقدير و الشكر مني.
1
نجاة علي الأخضر
قد نجد أيضا العكس دكتورة سميرة أي شاب(ة) نشيط و مجتهد وسط عائلة لا تشجعه على الإبداع و التميّز فهذا راجع بالأساس إلى قدرة ذاك الشاب(ة) على التغيير و التحرّر من القيود، دور الأسرة مهم جدا في بناء شخصية الطفل بإعتبارها البيئة الأساسية التي ينمو فيها و النواة الأولى التي يجمع منها المعلومات و يكوّن من خلالها عالمه الخاص و هي ترسم ملامح شخصيته وتحدد سلوكه ومبادئه منذ الصغر فعادة الطفل يتأثّر بسلوك والديه فيأخذ منهما الجيّد و السيّء لأنّه في هذه المرحلة لا يستطيع التمييز ، مثلا الطفل الذي يعيش في بيئة عنيفة عادة ما تنتج أطفال عنيفين و قد يتواصل معهم السلوك العنيف عندما يكبرون.... سعدت بمرورك سيّدتي الكريمة
ابراهيم محروس
اتفق معكى سيدتي في تعقيبك هذا .. دمتى مفكرة ومبدعة
.سميرة بيطام
كيف تفسرين تاثير البيئة الأسرية على ولدين من نفس الأسرة بنوع من الاختلاف؟
فان كانت الأسرة مصدر عنف يترعرع ابن واحد على ذلك في حين تجديدن بنتا أو ابنا آخر مثلا يترعرع على الأخلاق..ما سر ذلك ؟ و هل التأثير هنا نسبي من ناحية التعود على الاتكالية حتى لا نقول انه مطلق ؟.
شكرا
نجاة علي الأخضر
في اعتقادي أستاذتي الكريمة هناك حقيقتان الأولى : أنّ المجتمع مؤثّر في صناعة شخصيّة الطفل.
والثانية: أنّ تأثير المجتمع لا يصل إلى حدّ الجبر الاجتماعيّ وسلب عنصر الإرادة الحرّة والاختيار، هذه الحقيقة الثانية قد تجيب عن سؤالك أستاذة إذ توجد عوامل أخرى ، منها الوراثة، وأهمّها التفاعلات الداخلية في نفس الطفل والانطباعات والخبرات الشخصية في خطّ علاقته مع الأشياء صحّة وخطأ وقبحاً، لهذا قد نجد أطفالا عاشوا في بيئة غير ملائمة و لا تظهر عليهم جليّا علامات التأثّر، لكن في عقله الباطني يخزّن ما عاشه طفلا و في كل الحالات هناك تأثير و لكن بدرجات ، أعطيك مثال من الواقع التقيت مرّة بشابة تعرّضت للعنف الأسري و هي طفلة، بقي تأثير هذا العنف عليها إلى الآن لكن هي استثمرت ذلك بطريقة إيجابية و جعلته كالدافع و الحافز لأن تكون أمّا مثالية لأطفالها و تسعى لتقديم كل ما حرمت منه و هي صغيرة من حنان و عناية و اهتمام... أرجوا أن أكون أجبتك
.سميرة بيطام
مشكورة جدا و أشكرك على لغتك الفصيحة جدا.
نجاة علي الأخضر
أسعدني التحاور معك
.سميرة بيطام
و انا أيضا..دمت راقية سيدتي بفن الحرف الأصيل .
روعة... مزيداً من التألق
1
نجاة علي الأخضر
شكرا صديقي مجدي... دام تألّقك

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا