لا يُرد ولا يُستبدل
ساعة مصنوعة من أعواد ثقاب مشتعلة ، هي الفاصل الوحيد بين ما نملك .. وما قد نخسره ..!
نشر في 21 فبراير 2017 .
كل شيء يمكن أن تعوضه ، كل شيء -وأعنيها حرفياً – مهما كبرت أبعاده أو صغر ، تستطيع تعويض عامك الجامعي ، حلمك بالسفر سيتحقق ما دمت تسعى ، أحلامك الوردية لا بد أن تتحقق اليوم ، أو بعد عشرين عاماً ما دمت تؤمن بها وبنفسك ، هذه الأهداف المتكورة والمعلقة على عاتق أمانينا ستبقى ما بقينا ، وسنصل ما دامت المسافة بيننا وبينها محصورة في اجتهاد و ايمان وسعي ...
لكن ماذا عن المسافات القاطنة بينا وبين الآخرين ، هذه اللحظات التي تفوتك من العمر وأنت لست معهم ، ليسوا معك ، والأيام تمضي ، ولا شيء يُعوض ، يقترب الجميع من نهايته ، في حين أن جميل الأيام بكل تفاصيلها تفوتكم ؟!
في العلاقات الانسانية وحدها لا شيء يمكن استبداله بآخر ، لا أحد يشغر مكان سواه سواءً أردنا أم لا ، ما يفوتك فاتك ،إلى الأبد ..
في مشاعرك تجاه من تحب لا تؤجِل ، عش كل اللحظات الممكنة ، املء قلبك بهم ، واملء حياتهم بتفاصيل تسعدهم ، اصنع من كل لحظة حكايات لا تشبه سواكم ، فهذا الذي تحتاجونه تماماً حين يرحل أحدكما – رغماً عن الآخر – ولا يبقى الا من إلتصق بالذاكرة وجلب ابتسامة عميقة لا تُرد ولا تُستبدل ..
انظر في عيون من تحب ، قبل أن يأت يوم تعز فيه النظرة ، لا تبخل بكلمة طيبة تلقيها على مسامعهم لن تكلفك ثواني لكنها قد تضيء في أرواحهم عمراً .. وأكثر ..
كل شيء يمكن أن تُخطط له ، كل شيء مهما اشتدت مساعيه أو سهلت لا بد لك أن تناله مهما تأجل ، الا نصيبك من حياة الآخرين ، قد يسبق الموت و يسرق معه كل خططك المؤجلة ، وتفاصيلك المستقبلية التي فاتتك ..
ابحث عمن تحبهم واغتنم قربهم ولا تفرط فيهم ، وليكن فوق كل انشغال أو أهداف ..
وتذكر ؛ ليس الموت هو الصعب..الفراق هو ما يجعل الموت صعباً..!
----------
د/ نورهان عزت
طبيبة أسنان وكاتبة فلسفية
التعليقات
الاحلام يمكن تعويضها حتى إذا تأخرت قليلا
لكن العلاقات الانسانية لا يمكن تعويضها , كما انها تموت بالتدريج , فالاشخاص الذين تبعد عنهم الان سيصعب بعد ذلك ان تعود اليهم ثانية لأن المشاعر حينها ستكون قد بهتت و فترت
مقال جميل