بأزيد من 20 متطوعا ومتطوعة تم تدريبهم عبر عدة ورشات بشكل مسبق بالدار البيضاء، أطلقت منظمة غرينبيس المتوسط مشروعها الجديد والرائد للطاقة الشمسية بالمغرب والذي يحمل اسم "قافلة الشمس، هذه المبادرة الجديدة ترمي حسب القائمين عليها إلى التحفيز ونشر ثقافة استخدام الطاقة الشمسية اللامركزية وتوظيفها على نطاق أوسع خلال الحياة اليومية.

الهدف الرئيسي من هذا المشروع هو تسليط الضوء على إمكانات وفوائد الطاقة الشمسية اللامركزية من خلال نشر ثقافة الطبخ بالطاقة الشمسية في المناطق الريفية من المغرب.

وتسعى هذه المبادرة إلى التوغل داخل المجتمعات المحلية في الأرياف والمناطق الهامشية وذلك بغية المساعدة على تدريب ربات البيوت على مهارات الطبخ باستخدام الطاقة الشمسية، وذلك مع الحرص على نشر الوعي بأهمية و نجاعة هذه الوسيلة بالمقارنة مع الوسائل التقليدية الأخرى الأكثر تكلفة (الطبخ بالخشب، غاز البوتان..).

وقد عقد أول تدريب من سلسلة التدريبات الطويلة التي ستقام طوال شهري آب وأيلول، في منطقة أيت فاسكا في منطقة مراكش آسفي بالتعاون مع "جمعية ايت متن للتنمية والتضامن" الذي شهد مشاركة وحضور اثنين من الطهاة البارزين مريم الطاهيري وموحا فضال.

وفي إفادتها حول هذه البادرة قالت دانيا شيري مسؤولة الاتصال بمنظمة غرينبيس ان هدف المشروع هو الترويج للقدرات والفرص التي تمنحها الطاقة الشمسية للمغرب والشعب المغربي والتي يمكن الاستفادة منها كثيرا (كهرباء، فرص عمل، ، استثمارات...). وعليه حسب الأستاذة دانيا تم تدريب متطوعين في المغرب على تقنيات الطهي على الطاقة الشمسية والذين بدورهم يدربون ويروجون لهذه التقنية في مناطق ريفية مغربية وصولاً إلى تحقيق ما يقارب عشرين تدريبا في مناطق مختلفة...مستهدفين بذلك سكان المناطق الريفية وتحديداً النساء.

وقالت دانيا مضيفة أنه تم القيام بمشاريع عدة في المغرب العام الماضي مع وجود سفينة غرينبيس "راينبو وارريور" في طنجة والدار البيضاء، وحول قمة المناخ cop22 في مراكش، حيث تم العمل على الترويج على الطاقة الشمسية وتشجيع المبادرات المحلية ونور ورزازات.

بدوره قال محمد خرشيش وهو أحد الشباب المؤطرين للقافلة بالمغرب أن مشروع "قافلة الشمس" هو أول مشروع للمنظمة بالمملكة و هو عبارة عن تكوين في الطبخ بالطاقة الشمسية يعتمد على مواد بسيطة و متاحة للجميع بالمدن أو بالقرى، والهدف من هذا التكوين أولا إعطاء طريقة بديلة للطبخ صديقة للبيئة للأسر خاصة بالقرى و ثانيا التقليل من الاعتماد على الطاقات الملوثة كالبوتان و الخشب، وثالثا إعادة استعمال بعض المواد التي يتسبب التخلص منها في مشاكل بيئية مثل العجلات المطاطية".

بالنسبة لعدد المستفيدين فيقول خرشيش أنه لحد الآن شارف على الألف مستفيد أغلبهم من مناطق قروية تعاني مشاكل بيئية و من هشاشة اجتماعية.

ويضيف في تصريحه أن هذا أول مشاريع غرينبيس بالمغرب و اعتبر أن مشاريع كهذه لا يمكنها إلا أن تساهم بشكل فعال في التحسيس بأهمية الحفاظ على البيئة و تقديم بدائل عملية لذلك، و رأى هناك جوانب اقتصادية للمشروع حيث انه بحسبه وخلال التكوين كانت هناك فقرات خاصة بالربح عن طريق الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية حيث تم الشرح لشباب هذه المناطق كيف يمكن الاستفادة من ثروات مناطقهم و من الطاقات المتجددة لإنشاء مقاولات و المساهمة في التنمية الاقتصادية للبلاد.

كما رأى محمد خرشيش أن الطاقات المتجددة هو خيار استراتيجي و هناك إرادة سياسية واضحة في جعلها أولوية في السياسة الطاقية للمغرب، وهذا ما لمسناه من خلال تسهيل السلطات المغربية لعملنا حسب قوله.

وللإشارة فقد وفرت منظمة السلام الأخضر تدريبا للمدربين على مجموعة مختارة من الشباب المغربي ال 22 في مجال الطبخ بالطاقة الشمسية دي. وسيكلف هؤلاء المدربون بتكرار هذه الدورات التدريبية في مجتمعاتهم المحلية والمناطق الريفية في جميع أنحاء البلد إلى الجمهور المستهدف: ربات البيوت. وستجري هذه الدورات التدريبية على مدى شهرين في شمال طنجة تطوان - شفشاون، في وسط الرباط - سلا، في مراكش آسفي وأغادير تنغير وفي محيط الدار البيضاء. ويبلغ العدد المتوقع للمستفيدين المباشرين أكثر من 110 أسرة.

يذكر أن منظمة غرينبيس سبق لها وان قامت بعد برامج ومبادرات بالمغرب تهم مجال التشجيع والتحفيز على استخدام الطاقة المتجددة كان آخرها الجولة التي قامت بها سفينة “راينبو واريور- Rainbow Warrior” لميناء مدينة طنجة ضمن جولة “الشمس تجمعنا” وذلك غداة أطوار مؤتمر العالمي للمناخ في نوفمبر الماضي بمراكش، حيث كان الهدف من المبادرة إلى تبليغ رسالتين ، مفادهما أن مستقبل المنطقة يرتبط ارتباطا وثيقا بأشعة الشمس وأدوارها ومهامها ، والرسالة الثانية أن الطاقة الشمسية يجب أن تمكن ساكنة المنطقة من العمل معا وسويا لخلق بيئة صحية ومزدهرة ومستدامة.