الريكي أو علم الطاقة الحيوية..
هل هو علم أم شعوذة؟
ممارسة فن العيش بسلام..
هيام فؤاد ضمرة..
تعودنا أنَ لعالم الفيس بوك جنوناً لا يتوقف جريان نهره ولا تهدأ قوة انسكاباته؛ طالما هناك من البشر من ذكاءهم يتجه باتجاهات مشتتة تنحرف كثيراً عن المنطق في كثير أحيان، فاحتمينا لهذا خلف سواتر الصدّ بكل قوة تحسباً من أذيَّة المخادعين والمتلونين بألوان الطيف بما تهيؤه لهم أمزجتهم المريضة.. أحد حسابات الفيس بوك أرسل إلي على المسنجر رابطاً لعنوان شخص سوري يعالج عن بُعد بطريقة الطاقة الحيوية، فأجبته بسؤال: عن ماهية العلاج بالطاقة الحيوية عن طريق النت وكيف تتم المعالجة عن بُعد، ففشل بالتوضيح واكتفى بالقول: أنها طريقة جديدة للعلاج.. وسألته عن ماهية الدراسة التي حصل عليها هذا الشخص لتؤهله القيام بمثل هذا العلاج، فأجاب بعد تردد: أنه يمتلك طاقة خاصة به، فتحرك بي شيطان اختباري المعهود، فقلت: وأنا أيضاً أمتلك طاقة وأحب أنْ أمارس هذا العلاج، فأجاب لا لن تستطيعي لأنه علم خاص، والمعالج يقدم الجلسة الأولى مجاناً (انتبهوا أنه بالبداية تنكر لمسألة تعلم هذه الطريقة وعاد ليسميها علماً).. ابتسمت مع نفسي وقلت له: سأتصل به إن شاء الله، فقال: إذن أخبريه أنني (فلان الفلاني) من أرسلك ليهتم بك أكثر، عدت وضحكت بتهكم هذه المرة وأنا أقول: قصدك هناك واسطات بالموضوع؟
لا أحبذ أبداً أساليب الأدعاء بالمعرفة وأنا المهووسة بالبحث والتقصي عن الحقيقة، فلا يهدأ لي بال ولا يستقر لي حال حتى أقلب كل حجر لسبر غير المعلوم الذي يُخفيه حول ذات عنوان موضوع البحث.
انفتحت أذهان العالم على العلوم العلاجية الآسيوية بلا أي مقدمات، وتهافت الناس على وسائل الطب التقليدي الآسيوي القديم أمام رغبتهم الملحة الابتعاد عن التأثيرات الجانبية للأدوية الكيميائية، وخاصة في حمأة البحث المُضني عن علاج شافي لبعض الأمراض التي وقف أمامها الطب التقليدي عاجزاً حد الشلل، وباتت تجارب قدماء الشرق تحظى بكثير اهتمام على مستوى العالم من باب التجريب والبحث والتنقيب، لا سيما بين شعوب الغرب الذين استيقظوا فجأة من عتمة الجهالة المستشرية إلى عهد النور والعلم متكئين على قاعدة علوم الشرق الاسلامية والشرق آسيوية التي فتحت لهم آفاق العقل بأوسع حالاته فنمى بهم علمهم إلى اكتشاف المزيد والمزيد، رغم أنَ أطباء الغرب حتى سنوات قريبة كانوا يعتبرون هذا النوع من العلاج ضرباً من الشعوذة، تتداخل فيه الخرافات، وتتحكم به المؤثرات النفسية وانعكاساتها العصبية، وتمارس من خلالها محاكاة العقل الباطن وما يمكن إدخاله فيه من مؤثرات، حتى اكتشفوا بعين الحقيقة مدى التأثيرات النفسية والعصبية على علاج المرضى.
وتحضرني في هذه العجالة قصة سمعتها من أحد الطلاب الذي كان يتلقى علوم الطب في الخارج، حين تكبد أستاذه البروفيسور الجامعي نفقات ضخمة للسفر معه إلى فلسطين لحضور جلسات استحضار الجن على فاقدي العقل الملبوسين بالجان، ومشاهدة الحالات على الطبيعة قبل العلاج، وخلال علاج الحالة وإجبار الجان على مغادرة جسم المريض بقراءة آيات من القرآن الكريم، ليخرج مغلوباً على أمره بشكل دخان أبيض من أصبع القدم، ومن ثم فحص الحالة بعد المعالجة والتأكد من شفاء المريض مما كان يعانيه من تشتت ذهني وضعف بالتركيز وغفل أو بله.. وهذه واحدة من قصص كثيرة على تلك المحاولات لفهم أساليب المعالجات الشرقية الناجحة في الإشفاء.
وبمجرد إلقاء نظرة بعين المتأمل إلى العالم حولنا، المحيط بنا من كل جانب، كوكب الأرض وما عليه وكامل المجموعة الشمسية وما حولها، أنفسنا كبشر ومراحل خلقنا، ومراحل نمونا ونضوج وعينا ومشاعرنا وأحاسيسنا، وحالتنا المادية والعضوية والصحية والتكوينية، فقاعة الهواء الضخمة التي تحتوينا مع أرضنا، والماء العذب الذي لا غنى لنا عنه، والماء المالح الصالح لعيش الأسماك، ومثله الغذاء النباتي والذي يحتاج منا الجهد لتوفيره، والغذاء الحيواني، وتدرج تعايش الأحياء بعضهم على بعض، لأدركنا بعين المتأمل وأنامل المتحسس أنّ كل هؤلاء عبارة عن طاقة حيوية متنامية تختلط بين السلب والايجاب.. ولعرفنا يقيناً أيضاً أنّ الحياة طاقة، والسعادة طاقة، والفرح طاقة، والابتسام والحزن والاكتئاب كلها طاقات، وأنّ الصحة طاقة، والمرض طاقة، والضغوط النفسية طاقة، ووفرة الرزق أو قلته طاقة... فكيف والحياة كلها طاقات والكون مكون من ذرات، والذرة من أيونات (نواة والإلكترونات تدور حولها) بنسب وطاقة معينة تتولد عنها طاقة مغناطيسية وطاقة حرارة، فما دام الكون عبارة عن مجموعة طاقات تولد الاستمرارية في الحياة، فالطاقة أمر حقيقي يتواجد في كل شيء في الحياة بما فيه جسد الإنسان.
لكن الغرب الذي بنى حضارته وعلومة على قاعدة علوم الشرق، لا يترك الأمور تمر مرَّ الكرام، فلجأ أطباء الغرب إلى علوم الشرق بعدما تبين أنّ للأدوية الكيميائية أعراض جانبية ذات أثر تدميري على الصحة العامة وعلى الكلى والكبد والقلب، فلجأوا إلى تدارس أشكال علاجات أهل الشرق من قبيل إجراء الدراسات ومتابعة النتائج، فالطبيعة الإنسانية تميل ميلا تلقائيا نحو العلاجات المتعلقة بالنفس البشرية وتتعامل مع الجسد كوحدة واحدة جسم وعقل وروح، فيما الطب الغربي الكيميائي يعتمد على المعطيات المختبرية الجزئية.
ويعتبر علم الطاقة الداخلية للبدن والعلاج بالريكي، والعلاج بالمغناطيس، والإبر الصينية، والإرجاع الحيوي ، أبرز وسائل العلاج التقليدي الأسيوي، وأن العلاج بالطاقة الداخلية لبدن الانسان (الريكي) نال الكثير من اهتمام الغرب كرعاية صحية بديلة لا تعتمد العلاجات الكيميائية، وكلمة ريكي باليابانية تتكون من مقطعين وتعني (ري) الطاقة الكونية الشاملة، و(كي) تعني قوة طاقة الحياة الأساسية والنبض والذبذبات في كل الأشياء الحية، حيث للجسم طاقة حيوية فاعلة.
فالجسم كأي شيء في هذه الدنيا يتلقى الطاقة من أشعة الشمس وأطيافها والمؤثرات الكونية الفضائية والأرضية وتلك الطاقة الداخيلة التي تتشارك جميعها مكونة مخزون داخلي كبير من الطاقة الحيوية التي قد تشكل في مجموعها طاقة علاج ذاتي للانسان، وقد عرف الفراعنة هذا النوع من العلاج لمعرفتهم في تحليل علم النفس الداخلية ومؤثراتها على توجيه المعالجة الذاتية لأيّ عطب داخل الجسم، فترممه مهما كانت حالته طالما المريض آمن بطاقة مُعالِجهُ فتستجيب خلاياه لتلك الأوامر التي تنهال عليها وتترجمها بشكل صحيح وتثير مكوناتها لاجراء عملية الترميم.
وتم عرض عدة أشكال من العلاج بالطاقة الحيوية للبدن أبرزها (ريكي جين كيدر) هو من أقدم وسائل عمل التوازن بين الجسم والعقل والروح، وظل تداولة عبر أكثر من ألفي عام شفاهياً يتوارثه العامة جيلاً عن جيل، فتم إعادة إحيائه دولياً وصار له مساقات تعليمية تعتمد مراكز الأعصاب المسؤولة عن تنشيط الغدد وإزالة السموم من البدن(علم الساتشو) وتحريك طاقة البدن والعظام والحصول على الراحة والاسترخاء عن طريق طاقة الجسم ويطلق عليها الهنود (البرانا) وتعتبر هي هدية الله في بدن الإنسان.
نحن نعيش في عالم مليء بالطاقة، حتى الأرض هي منبع للطاقة وإليها تفرغ طاقة الجسم عن طريق الصلاة التي يؤديها المسلمين، والجسم فيه مجموعة من الشكرات تبلغ سبع نقاط كل واحدة منها تتحكم بجزء من الجسم،
والعلاج بعلم الطاقة الحيوية الفرعونية الأصل يجري من خلال شحن الجسم بالطاقة الحيوية الايجابية وتنظيفها من السموم، وشل حركة الطاقة السلبية وإقصائها لاستعادة حيوية الجسم ونشاطه بوسائل مختلفة، من خلال الالتزام بالعبادات، والصلاة بمواعيدها، واتقان الخشوع التام، والالتزام الأخلاقي، وتصفية النفس من شوائب الحقد والغل والحسد والغيرة والشك والتعالي، وتناول الطعام الصحي بمواعيد ثابتة وكميات مناسبة لا تزيد ولا تنقص، وشرب الماء الحي الصحي المحتوي على المعادن الصحية، والتعرض للهواء النقي واستخدام أساليب تنفس صحيحة، ومطارحة الأفكار الايجابية، وحمل الأحجار الكريمة بأنواعها وألوانها والتعرض لتأثيراتها الموجية، والتأمل بالأشكال الهندسية، والاستسلام بسكينة لجلسان التأمل والتفكر، وإطلاق سقف آفاق الخيال الايجابي الموحي للسعادة والهناء، والنظر إلى القباب والأشكال الهرمية.. وكل هذا مذكور في الكتابات الفرعونية المحفورة في قصور الفراعنة ومعابدهم التي كانت تمارس طقوس العلاج بالطاقة الحيوية كون الانسان خلقه الله وجعل لجسدة القدرة الهائلة على الترميم الذاتي واستعداد أجهزته لاستعادة نشاطها وتجديد خلاياها ذاتياً وباستمرار.
حين يصاب الجسم بأيّ طارئ صحي؛ معنى ذلك أنه تعرض لكم هائل من الطاقة السلبية وتغلبها على طاقته الايجابية، وهنا يتوضح مكمن الألم حيث مكمن العطب، أو الاستدلال على العطب من خلال الأعراض البائنة، فيتم استخدام أحد حالات العلاج بواسطة سحب الطاقة السلبية من الجسم والتقاوي عليها من خلال الضغط على المكان المحدد بالجسم المسؤول عن معالجتها، كانقاط المحددة في باطن الكف أو أطراف أصابعها، أو باطن القدم أو أطرف أصابعها، أو على نقاط محددة على شحمة الأذن أو باطنها، إما بالضغط أو بالفرك أو النقر، حسب الحالة وحسب موقع العطب، أو بحركات محددة تجمع الطاقة الحيوية وتحولها إلى مكمن المرض، والمعالج لا تفوته التدريبات التي من شأنها أن تنظف مسارات الطاقة في كامل أجزاء الجسم، فتحفز حيوية الجسم، وتثير فيه خلاياه النشاط، وتيسر حركة دوران الدم في شبكة الشرايين، وتدخل الأوكسجين الفقي بانتظام إلى الرئتين، وبذلك تتقاوى الطاقة الإيجابية على الطاقة السلبية وتزيحها شيئاً فشيئاً من خلال الترميم الذاتي فيشفى المرض وتذهب أعراضه في مهب الرياح.
يرى علم الطاقة أنَّ الأمراض عبارة عن عارض له أسبابه، كما له شكل علاجه، وأيضاً له أسلوب علاج محدد، فالتأثيرات البيئية بما تحتويه من بكتيريا وفيروسات وفوضى أساليب التغذية وأنظمتها وتوقيتاتها وعوارض البرد والتسمم وخلافه كلها لها تأثير كبير على تراجع طاقة الصحة وضعف المناعة والهزال، مما يؤكد أن طاقة الشفاء محصورة ضمن الأسباب، كما أن الأسباب النفسية لها انعكاسات خطيرة بالتأثير على مكامن الضعف بالجسم كالمعدة والقلب والأعصاب وأمراض الضغط والسكري وحتى السرطان، فكل مشاعر السلب من حزن وقلق وغضب وتوتر أعصاب واكتئاب وكبت مشاعر مما ينتج أفكار سلبية ينتج عنها المرض العضوي.
ومن الخطأ الجسيم أنْ يتحمل الإنسان العاقبة عن أخطاء الآخرين تجاهنا، ليزرعوا القهر في أعماقنا، ومن الضروري بمكان من أجل سلامة النفس والأعصاب استرداد ما يخرج عن الآخرين تجاهنا على مبدأ (كما تدين تدان)، وهنا يجب رد المظالم عن النفس من أجل نول نتائج علم الطاقة الحيوية على الوجه الصحيح.
وثبت بالوجه القاطع أن حقق العلاج بالطاقة الحيوية نتائج باهرة في علاج العديد من الأمراض النفسية والعضوية، كعلاج القلق، والخوف، والاكتئاب، والوسواس القهري، والسرطان، وارتفاع الضغط والسكري، واعوجاج العمود الفقري، وألم المفاصل، والظهر، ومشاكل العظام بالعموم، ومشاكل العلاقة الزوجية، وحالات القولون، وعلاج فعل للسمنة.
وبين علاج الريكي الياباني وعلاج الطاقة الحيوية الفرعونية تكمن قوة البدن في الترميم الذاتي من خلال معرفة مواقع شكرات الجسم السبع المتصلة ب (مراكز مسارات الطاقة) الإثنى عشر التي تختص بكل عضو بالجسم، وتتصل بها بواسطة ذبذبات بشكل أنماط اهتزازية، وهناك ثلاث مستويات يتدرج فيها المعالج المتمكن، وعلى المعالج أن يضع باعتباره مبادئ خمسة يؤديها المريض يوميا كل ساعة وكل دقيقة ما أمكن له ذلك، (لا تغضب، لا تقلق، اظهر الاحترام والتقدير لوالديك ولكبار السن ولمعلميك ولمدرائك، اعترف بفضل الآخرين وبالجميل، اتخذ الصدق شعارك ومنهجك في الحياة) فهناك أناس بطبيعتهم يوزعون طاقة ايجابية وغيرهم أناس يوزعون طاقة سلبية، كما هناك أناس هم سارقي طاقة إنْ جلسوا بجانبك يشعروك بالإنهاك والتعب فاحذرهم واحذر قرنائهم أصحاب الطاقة السلبية، واعتمد على عدد من التمرينات السهلة والتأملات الممتعة..
كمثل:
أغمض عينيك واسترخي تماما وأخرج من ذهنك كل التفكير السلبي وتخيل موقعا جميلا أنت فيه، ضع يدك اليسار على كتفك اليمين، ويدك اليمين على رأسك وتخيل أنك تجلس تحت شلال ماء يتدفق فوق رأسك، ويتخلل شعرك ووجهك ويديك وأنحاء بدنك حتى أوردتك الداخلية، يغسل دماغك ويزيل منه أفكارك السلبية وضغوطك النفسية، ويغسل أي مشاعر سلبية ليعيدك نظيفاً تماما، طاهرا من كل سوء، تخيل أنك أصبحت شفافا من شدة الطهارة، وأن الناس كلهم يروك بهذا النقاء الصافي فيعجبوا بك وبنظافتك، ستكون فعلا حينها قد نظفت نفسك من الطاقة السلبية، وستكون مانحاً جيدا للطاقة الإيجابية لنفسك ولغيرك.
وكما ترى فإن قدرتك على التأمل والتمثل والاسترخاء والتنفس الصحي الصحيح والتخيل فإنك في النهاية تحصد الفائدة، وبالمرحلة الثانية أنظر لنفسك من كل الزوايا وتحقق من خلوك من الطاقة السلبية، أنظر إلى نفسك من أعلى بيتك، وانظر إلى نفسك من الفضاء الخارجي البعيد وتحقق من نظافتك وابتسم بسعادة، ستكتشف حينها أنك أصبحت تستطيع شفاء غيرك عن بُعد وأنك ترسل الطاقة الإيجابية عن بُعد.
ورغم كل هذا من الضروري معرفته أن العلاج عبر الطاقة الكونية أو (البرانيك هيلينغ) وبرانا بمعنى الطاقة أي (علاج الطاقة) لا يحل محل الطب الحديث ولا يتعارض معه، إنما يقدم العون بتسريع الشفاء والاستجابة له، فالريكي الياباني علاج بوذي قديم كان يمارس بين أهل جبال التبت منذ قرون، أعاد اكتشافه (د.ميكاو يُوسي) وهو أول من ألف كتاباً عن علاج الريكي، ثم قام تلميذه (د.شوجيرو هاياشي) بترجمة الكتاب في النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ثم تبنت العلاج به باحثة يابانية أمريكية (تاكاتا هاوايو) من هاواي ومن هناك بدأ انتشاره عبر الغرب في السبعينات من القرن الفائت، وفي عام 1981م أسس طلبتها رابطة الريكي والتي تزايد عدد منتسبيها إلى أكثر من 10 آلاف عضو في غضون وقت قصير.
فالريكي هو تحريك مواقع الشكرات واحداث ذبذبات تعبر عبر مسارات الطاقة إلى الجسم.
(الماكروبيوتك) هو نظام غذائي نباتي يعتمد الحد من الدهنيات والاكثار من أكل الألياف لموازنة الطاقة الحيوية.
فيما البرمجة العصبية هي وسيلة تعين الانسان على تنمية قدراته وملكاته، وشحذ همته وتهذيب سلوكه (علم اكتشاف المحفزات الفكرية والشعورية والسلوكية )
على الرغم من كل ذلك لم يمنع البعض من اتهام هذا النوع من العلاج بالباطل، وأنه ضرب من الشعوذة، أو أنه يتضمن جانب خفي غير حسي يتعرض له الشخص المُعالج نفسه بحيث يفتح الاتصال بعوالم خفية مع الجان وخطورة التعامل معهم.. أما علم الجذب فمتهم بأنه علم كاذب لا أساس علمي له.. واحدى المعالجات بالطاقة الحيوية هجرت هذه العلوم لوصولها لحالة عدم القناعة بجدواها وأنها على المدى الطويل تفقد مزاولها الطاقة ويصاب بالانهيار الروحي، تتمثل في حالة من فرط النشاط في التعامل بالطاقة بدون عملية تثبيت روحي، وفي أحايين كثيرة يحدث الفشل في متابعة التثبيت الروحي فتتسلط على المعالج الطاقة السلبية بشكل مكثف، فيصاب بانهيار عصبي يتبعه مرض عضوي شبيه بالانفلونزا القوية في بعض الحالات يقوده الانهيار الروحي إلى الانتحار أو ايذاء من حوله بفعل تسلك الأرواح الخبيثة عليه...
وبعض علماء الدين أخرجوا فتوى بحرمة هذا العلاج كإبن باز والعثيمين والفوزان والألباني، وربطوها باستخدام بعض المعالجين الاتصال بالجان، ووصفوها بالأحوال الشيطانية غير المُدركة، ولأنّ العلاج بهذه الطريقة بات مستخدماُ عن بُعد وعبر الشبكة الألكترونية، فهذا سيجعلنا في حالة أكبر من اليقظة والحذر من النصابين وعبدة الشيطان والمستغلين،
لكننا ونحن المعنيين بالدين الاسلامي الغني بمحفزات التعقل والتوازن في كل ممارساتنا الإنسانية وغذائنا وشرابنا وصيامنا وقيامنا ودوائنا، معنيين بالالتزام بايجابيات ونواهي الدين، والدين الإسلامي من أكثر الديانات السماوية اهتماماً بالنفس البشرية واحتياجاتها الإنسانية وكرامتها وصحتها النفسية والبدنية، وأي علاج بالتأكيد لا يتنافى مع الشرع طالما ابتعد عن أمور الغيبيات المُذهبة بالعقل والتوازن، فهي علاجات مهيئة كنعمة من عند الله، ولا أظن أنّ المزاول للعلاج على نفسه أو المتعرض للعلاج من غيره، كمثل الشخص المزاول له لغيره كعمل يختص به ويعتاش منه، وبالتالي لا خوف من التجربة طالما المعالج لا يتعامل بالجن ولا يطالبك باسمك واسم والدتك ولا يطالبك بالقرابين والذبائح ولا يحملك الأحجبة وخلافه، بل يستخدم الضغط أو الفرك على مواقع التأثير على مسارات الطاقة المختصة بعلاج محدد، أو الايحاءات النفسية الإيجابية التي تحسن من الشعور؛ والذي ينعكس ايجاباً على الجسم وعلى العضو المصاب، فلا خوف ولا تثريب عليكم.
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية