متعبة هي تقلبات الحياة
ترفعنا تارة وتهوي بنا تارةً أخرى.
وليست هي تقلبات الحياة ما جعلني أكتب وإنما تقييمنا للأمور حسب موقعنا من الإعراب في هذه الحياة!
فدائماً ما نجعل أنفسنا مركز الكون ..
وكأن هذا الكون يدور حولنا فقط!
نحدد حالة الحياة جميلة أم تعيسة، رائعة أم ظالمة بحسب حالتنا النفسية ورغباتنا اللامتناهية... نلف عجلة الموقف حسب ما تهوى أنفسنا دون ميزان ولا قياس .. المهم أنا فقط.
نكتب عن التفاؤل ونذم المتشائمين عندما نكون في أفضل حالاتنا النفسية
وننعت ذلك المتفائل بالعبيط عندما تدير لنا الحياة ظهرها.
تثور ثائرتنا عندما يكون ذلك السائق يقود على مهله وأنت في قمة استعجالك وتقول :" شوف ماشي على بيض"!
وعندما تكون صاحب مزاج وتقود سيارتك على مهلك ويأتيك أحدهم من خلفك مسرعاً بسيارته فإنك تنتقده وتقول "مالك !هي الدنيا حتطير".
احترام الطابور أيضاً يعتمد على ما أنت بصدده.. فإذا كان موضوعك سهلاً ولا يحتاج للانتظار فأنت تقرر من نفسك بأن تتخطى الجميع وبابتسامة مليئة بالتوسل تضع نفسك في أول الصف!
في حين يكون أحدهم خارقاً للقوانين وغير محترم للآداب لو تخطاك وجاء أمامك لنفس السبب وتقول "ناس بلا ذوق"!
تدخل على الطبيب بلا موعد..عادي جداً فأنت الأهم وعلى جميع المنتظرين خارجاً أن يتفهموا بأنك معذور!
في حين أنك لن تتفهم أبداً ذلك المريض الذي دخل قبلك على الطبيب بدون موعد وتقول " شو هي الدنيا فوضى"!
نريد أن يتقبل الجميع نصائحنا وتدخلاتنا فالنصيحة كانت بجمل أيها الأفاضل بينما نصفع الناصح لنا بأشهر جملنا "خليك فحالك"!
وقائمة "يحل لي ما لا يحل لغيري" لا تنتهي
لماذا!!
فأنا لست مركز الكون
وأنت لست مركز الكون
وهو أيضاً ليس مركزاً للكون
فالكون ليس له مركز إن كنت تعلم
وإن أردت أن تكون مركزاً لشيء فلتعلم بأن مراكز الأشياء هي مصادر قُوّتها ونقاط استقرارها وهو المكان الذي تتساوى جميع المستقيمات الخارجة منه.
فإن كانت قائمة محللاتك ومحرماتك ذات انحناءات إذاً ربما توجب عليك إعادة احتساب إحداثيات كونك ذاك..
فقد تكون مركزاً لكون بلا نجوم ولا كواكب ولا مجرات.
-
زينة إبراهيمفلتقرأني ...