كثيرا ما ترتبط كلمة الجامعة بالمحنة و العذاب لتسرد لنا معاناة الطلاب، فقد أصبحت الجامعة كابوسا مرعبا يخيم على العقول الطلابية ...
أن تكون طالبا في المغرب هي قصة معاناة قد يتلوها فرح و قد تتلوها تعاسة...
أن تكون طالبا في المغرب، قد تكون فقط لقبت بذلك اللقب و انت لا تعلم مامعنى طالب لأنك كنت ضحية مؤامرة حقيرة و برنامج تعليمي مغربي بئيس إضافة إلى مجتمع جاهل، و إما ضحية لنفسك و لكسلك فتصبح أنت بمثابة جسر يعبر به أصحاب الأموال و المصالح الشخصية الذين يلهفون من أجل الخلود الدائم فوق كرسي العمل الذي يمتلكونه سواء عن جدارة أو عن الطريقة المعروفة، لاتقلقوا فعلى أية حال مقالي هذا ليس بخصوص توجيه كلام أو عتاب لتلك الفئة لأنها لا تهمني...
عند ولوجي كلية الحقوق على الرغم من كوني كنت علمية التخصص في الباكالوريا قضى القدر، النصيب، الظروف و كذا إرادتي أن أرتمي إلى تخصص آخر بعيد كل البعد عن تخصصي الأول بالثانوية، لكن بكل فخر و جدية و إعتزاز بغية الوصول إلى أهدافي و تحقيق حلم والداي واصلت..
لم أكن أعي خطورة و صعوبة الأمر لأن رغبتي كانت تخفي حقيقة الواقع عن أعيني.. لم أهتم ولو لمرة بأراء من قدموا لي نصائح لكي لا أدرس بالجامعة، ولا بكلام الطلاب السابقين الذين مروا من تجارب فاشلة بها ولا لأفكار الاخرين الذين كانوا يخافون عني من جحيم الجامعة كنت أعتبر كلامهم و نصحهم لي مجرد أفكار شيطانية موسوسة تقف عقبة أمام نجاحي و دراستي و أحلامي كنت أنفر من الجميع لكي لا أثأثر بكلامهم حبا في الجامعة.
إعتقدت أن الصعب قد فات و المر قد مر و قد أتى وقت الراحة و التحرر من كل القيود الدراسية التي كانت تزعجنا لأصطدم بالحقيقة ليفتح الستار ويزداد وعي للأمور ويكبر عقلي قبل عمري و تنقلب كل المعاني في حياتي في فترة من الفترات لم أعد أعرف من أنا ؟ و ماذا أفعل في ذلك المكان ؟ لما قدت نفسي إليه ؟ ولما حكمت عليها بالشقاء و البلاء طوال الحياة لما ولما ؟! لكن سرعان ما أرجع لوعي و أستعيد ذاكرتي و صبري و طاقتي و تفكيري الإيجابي لأتمم خطاي نحو ما أريد..
صحيح أن الجامعات المغربية، جامعة التعساء لكنها علمتنا الكثير ولا أحد يمكنه أن ينكر فضلها علينا، ففي مرحلة قبل الجامعة كنا مجرد تلاميذ لا نحسن التفكير جيدا، لا نخطط لشيء ننام و نرتاح دون أن نفكر في الغد، نأخذ كل شيء ببساطة دون تخطيط مسبق ولا تفكير عميق نعيش اللحظة باللحظة كانت أحلامنا بسيطة وحياتنا أبسط ...
كل ما علينا أن نستوعبه و نعيه هو أن الجامعة ليست ملاذ ولا مأوى ولا ملجىء للذين كسرت أحلامهم الدراسية أو الغرامية أو للآخرين الذين رفضوا في مباريات أو مدارس كانوا يرغبون في تتمة دراستهم فيها ولا راتبا لمن لا راتب له..
الجامعة فقط للشجعان ياسادة الجامعة لمن لهم فوق الصبر صبر مع إبتسامة، للصامدين المؤمنين بذواتهم الذين لهم أهداف بالحياة مصرون على التشبث بها، للذين لا توقفهم كلمة non valide، للذين لا تهدم آمالهم ولا تكسر خواطرهم عند رؤية النقاط البشعة التي يصفعهم بها بعض الاساتذة الكرام غفر لهم الله و استبدل حالهم من حال الى حال..
الجامعة وطن لمن يرغب بوطن الجامعة حياة لمن يرغب بحياة ليست كالحياة ولمن يهوى المغامرات...
ما يتمناه كل طالب هو أن يحقق النجاح و أن يحصل على إستقلال ذاتي و مالي و فكري و أن تمر السنوات ليجد نفسه قد حقق مبتغاه و أن تعبه و جهده لم يضع بل عاد له بالخير المضاعف ليسعد عائلته و يبدأ بالبحث عن فرصة للعمل و هنا تسرد حكاية أخرى أعتقد أنها أيضا حكاية شيطانية...
معاناة الطلبة ستبقى مادامت لدينا دولة لم تعي بعد أن المشاريع الكبرى هي تعليم الطلاب و تنمية قدراتهم، و مادامت لدينا دولة لاتتوفر على أبسط الوسائل و الأجهزة الدراسية اللازمة للبحوث و التجارب لكن تمنح البرلمانين رواتب تقاعدية ثقيلة لمدى الحياة و تنفق مبالغ مالية ضخمة على المهرجانات و الحفلات..
و مادام هناك البعض من الاساتذة الذين لا يحترمون قيمتهم و شهادة الدكتوراه التي بين أيديهم، و مادام الطالب ينام و يحلم أن الحياة مزهرة... قد يتبع
-
زينب علي الوسطيطالبة بكلية العلوم القانونية تخصص قانون خاص، أشارك العالم نظرتي من خلال التدوين، شغوفة بالكتابة و القراءة و مصممة صور.
التعليقات
مادامت الجامعة للشجعان فيجب ان تكون شجاعا و تضرب عرض الحائط كل من ليس بشجاع و لا يريد ان يكون شجاعا و يخشى مواجهة الشجعان في باحة الشجاعة اي الجامعة....الجامعة حلبة لتصنع منك ملاكما بارعا و اما لكي تصنع منك مصفقا لبارعين آخرين سبقوك في الشجاعة...أيهم تختار ؟..نقطة للسطر.
شكرا ً لك أيها الكاتبة، موفقة إن شاء الله!
وفقك الله وانار طريقك .