نعمة أرادوها نقمة (الجزء الأول)
كانت و لا زالت المرأة الجدل الذي لا ينتهي
نشر في 20 يناير 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
كانت و لا زالت المرأة الجدل الذي لا ينتهي، المرأة لدى الغرب مادة دسمة منذ القدم، فقد أسهب الفلاسفة و المفكرون و الكتاب في الحديث عن المرأة بفكر سلبي مقيت و نظرة دونية لا تنم عن الحضارة الفكرية و لا الأدبية و كانت المرأة أساس لبناء مسرحياتهم و قصصهم و هي أساس كل الروايات المسرحية أو حتى الدرامية، مما أدى إلى صياغة الفكاهة في جلّ أعمالهم، و ما أن ذكروا المرأة في رواياتهم، حضرت السخرية و الاستهزاء حتى تكون الرواية محبكة بطريقة مبالغ فيها.
على الرغم من ارتباط اسم المرأة بالحب والجمال والمودة والخيال الا اننا حين نتأمل ما قاله فلاسفة الغرب في المرأة نجدهم يعاملونها كأنها مخلوق اخر وغالبا بلا عقل. تحكمها العواطف وتدور حولها الاهواء فالبعض تذرع بحجة ان عاطفة المرأة تطغى على عقلها في حين يرى البعض ان المرأة لا يمكن ان تصل الى درجة النضج والكمال كما هو الحال مع الرجل ، ومن جملة ما قالوا نذكر منها (المرأة : طفل كبير ) سقراط.. وايضا : (المرأة : اخر شيء يمكن ان تصل اليه الحضارة )) جورج ميرديت.
متناسين أن لولا تلك العاطفة، لأصبح أطفال العالم أيتاما، و لما استمرت الحياة الزوجية أكثر من يوم واحد، فمن يستحمل ذلك الرجل الفذ و الصلب؟
في الغرب بدأ تسليط الضوء على المرأة من خلال الشكل الخارجي وبهرجتها و أنوثتها وكل ما تحمل من مفاتن تهيج الغرائز و تكبت الركائز.
و أصبحت المرأة لا تملك فكراً أو فكرة، ولا رأي و لا رؤية، فهي خلقت فقط للرجل، و هي الخائنة و التابعة و ليس لها حقوق و إنما عليها واجبات يجب الإيفاء بها (في نظرهم)حتى أنهم ابتدعوا شائعات من شأنها التقليل منهن في المجتمع الواحد.
لقد ارتبط اسم المرأة بالصفات السيئة البعيدة عن الواقع فنجد مقولات لا يقبله العاقل، إلا إذا جن، فجاءت في كتب الغرب ( مهما كان البحر خائنا . فان المرأة اكثر خيانة) و ( لا تجد امرأة تقول الصدق تماما) و وصل بهم الحال بربط اسم المرأة بالشيطان حيث قالوا ( قلب المرأة يخدع الناس لان الشيطان يموج فيه) و أيضا (اذا حكمت المرأة في مكان كان الشيطان رئيسا للوزراء فيه).
ومن الطريف أن نقرأ في التاريخ انه في عام 586هـ عقد في فرنسا مؤتمر للبحث في ان( المرأة انسانة ام لا) وبعد مباحثات طويلة قرروا أن المرأة انسانة ولكنها خلقت لخدمة الرجال.
هكذا قالوا عن المرأة وصدروا لنا ذلك المفهوم ، إنه الفكر الذي أرادوه لنا للتحطيم و التعتيم، و الانفصام بيننا و التقسيم، الأمر الذي أدى إلى عدم الوفاق بين الطرفين.
-
محمد شعيب الحماديالكاتب والباحث الإماراتي : محمد شعيب الحمادي. عضو اتحاد كتاب وأدباء الامارات ونادي دبي للصحافة الاصدارات: متى يعيش الوطن فينا 1&2 قصص قصيرة: صاحب السعادة. ما زال البحث جاريا.