تُزرع في داخلنا قوة التخلي في لحظة الهروب من أمام أنفسنا , ولكن تبدأ القوة بالتلاشي عند أول نقطة في طريق استرجاع اللحظات عندها يبدأ الحنين للأشياء واللوم لضمائرنا ونكرر ما برؤسنا من شريط الذكريات .
أكان هذا صدفة عبثية , أم قدراً مكتوباً ؟؟
أين ذهبت القوة المزعومة التي طالما عملنا بها ؟ أين بها عندما احتجناها لماذا لم تكن قوتنا حقيقة في مواجهة كل شيئ .؟!
لماذا لا نقوم على عكس ما نحن عليه أي اننا نُظهر ضعفِنا ونَكتب حُبنا ونُجدد حنينَ قلوبنا لماذا لا نبكي ؟؟
لما لا نقوم على كتابة خوفِنا ونؤرخه مثل أي كتاب وضعناه في لائحة مقتنياتنا العظيمة , ألهذا الحد الخوف لا قيمة له .. أم أنه لا يوجد كلمة في أي قاموس عربي تُفسر معنى الخوف بشكل يُوصف ما بداخلنا من حياة .
هناك رابطٌ يجمع بين قوة التخلي والخوف وهذا ما يُشكل الضعف الحقيقي للنفس وأن الشيئ الذي يربطهما هو الشيئ المُعطي لكل شي والمانع لكل شيئ ألا وهو الحقيقة , نعم حقيقة الهروب من ذاتنا من عالمنا مما في قلوبنا , نحن نهابُ من الحقيقة وهي المعنى الأخر للخوف ونحن لا نَشعر بقوة التخلي الا بعد فوات الاوان وهذا الرابط الأخر للخوف .
لم يكن مألوفا لنا حقائق الامور الا بعد امتزاجها بما نشعر , نحن نحب ونخاف ,
نتكلم ونخاف , نشتاق ونخاف , كل شُعورنا ممزوجاً بالخوف .
أين امان قلوبنا واشياءنا ؟؟
أين قوتنا في جعل الأمان بين أيدينا ؟
لماذا أضعنا أمان أنفسنا ؟؟
من كان السبب في ذلك ؟؟
عند أخر سؤال ان أجبتم فتشجعو بقوة التخلي بدون التفكير بالخوف لأن من جعلنا نفكر بالخوف قبل الأمان هو من سيجعلنا نفكر بحزننا قبل سعادتنا .
ومن يجعلنا في حرب أبدية مع التفكير لا يستحق الا قوة التخلي.
نور سالم
-
Noor Salemنور سالم المرأة الأكثر تأثيراً في العالم , تضع بصمتها في كل مكان
التعليقات
وكاضافة صغيرة الى ما جاء في هذه الخاطرة الجميلة ، اعتقد ان المرء لو استبدل قوة التخلى بقوة التحلى بجمالية الامل والعمل ، حتما سيعيش قوة اكبر مما قد يتعقبه من سئم لما تجلى ، او ندم عما تخلى ، انها قوة توصل الى عتبات التجلي حيث الانوار الساطعة والفاضحة بل والقادرة على سحق وطرد كل الاوهام وتبديد كل ظلم او ظلام، قد تسلل الى النفس عبر شقوف الخوف والتشكي ...
سعدت مرة اخرى بمتابعة هذا القلم النقي ،وما يخطه من افكار وازنة. وفي انتظار باكورة من مثل هذه الخاطرة المميزة ، لك مني كل الاحترام والتقدير.
ذ محمد خلوقي من المغرب