في مخيلتي يسكن الإنبهار
::: زياد فراشة :::
نشر في 23 فبراير 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
سألتهم، ذات صباح ندي به من السحب ما يكفي لتغطية جبل العلم والعرفان.
- أيعجبكم التلفاز ؟
سؤال غبي، كدمية قديمة فقدت عيونها، هكذا كانوا يرونني إذ ذاك، تداركت الموقف بتشريح السؤال أكثر.
- أقصد ماذا تحبون عندما تشاهدون التلفاز؟
وكمن قال لقطار قادم بسرعة البرق لماذا تسير على السكة الأنيقة، شرعوا في الحديث دفعة واحدة، كل واحد يحاول أن يبين لي أنه يشاهد أكبر عدد من الآشياء،
والخلاصة توقف القطار، عند هذه العبارة:
"في مخيلتي يسكن الإنبهار"
قلت، وأنا أوجه كلامي للصدى، لعل ريح الكرامة توصل الحروف إلى كمنجاتهم المثقلة بالدهن والمحازق.
هناك نفور متواصل لجيل من الآطفال،(فهموا أنهم ليسوا أطفالا)، الذين يمقتون بضخامة مشاهدة الآفلام والمسلسلات الدينية...
لماذا ؟
أنه غياب الانبهار الذي إعتاد الناشئة عليه وتربوا في حضنه، ووجدوه في عوالم أخرى من أفلام ومسلسلات ورسوم متحركة، هي أجنية في كثير من الآحيان.
وعليه، ماذا تشاهد ... ماذا تكون
إذا كنا نريد إصلاح المجتمع، وهو فعل فردي وجماعي بالضرورة، فإنه لا إصلاح ناجع إلا بالانفتاح على التفاصيل الصغيرة التي تحدد لنا ذاك الفرق الشاسع في النمو المستقبلي، إنهم الآطفال الذين يفرون منا كحبات القمح التي تهرب من عين الرحى، ونلومهم على ذلك كما لو أننا الملائكة في الجنة، في حين أننا السبب المباشر في هذا الجيل المنكسر، المعطوب، الهش كالزفير.
ماذا قدمتم لنا غير الرداءة، أسمعهم يقولون ...
يجب أن نواكب المخيال، وسحر الفن الهادف، وهلامية الكاميرا الذكية، وأن نبني جيلا من الانتصار الحلال، وأن لا نقف عند الجدار، فخلفه وتحته وفوقه حيوات، جيل قادم يستطيع أن يثبت لنا أننا أقزام.
فهل سينجون من الاحتقار ليحضو بالإنبهار لا بالإنكسار؟."
-
Zaya Mayaزياد محمد فركال @FerGal@