_ سأتزوجه تقدميا - هذا إن حدث وتزوجت -
كانت هذه هي الجملة التي ختمت بها حواري مع صديقتي، التي أصرت على أنني أحمل أفكارا خاطئة و أن التضحية لابد منها. وكانت جملتها بالحرف الواحد " في الزواج عليك أن تقدمي كثيرا من التضحيات لتحصلي على شيء واحد" لكن من قال أنني أستصيغ هذا؟! ربما هي طريقة تربيتي التي جعلت لدي هذا النمط من التفكير إذ لم أتعود على أن أسأل إخواني في شيء ما دمت مقتنعة بصحته ولا أستأذنهم في دخولي وخروجي بل حتى أبي كنت أكتفي بإخباره بما أنوي فعله ولم يكن الأمر يتعدى هذا وفي نقاشاتي معه أطلب منه حديثا أو آية تدعم ما يقوله - حينها لن أقدر على الجدال- أما أن أقوم بشيء فقط لأن المجتمع يطلب ذلك أو يتوقع مني هذا،فذلك أقرب إلى المزحة السمجة بالنسبة لي فليذهب المجتمع وتوقعاته إلى قاع الجحيم!! وأمي هي الأخرى رغم رغبتها كأي أم بأن ترى طفلتها عروسا إلا أنها دائما تؤكد على تفوقي في دراستي قائلة : أنت لا يليق بك أن تعيشي في كنف رجل سيخنقك ذلك، لقد تطبعت على أن تكوني مستقلة بذاتك و عليك أن تحرصي على أن تحققي لنفسك هذا الاستقلال مستقبلا لذا ادرسي واجتهدي يا بنيتي وتأكدي أن الله لن يضيع أجرك. لهذا صرت الآن أعتبر أن : دراستي،عملي،هواياتي،حريتي أمور غير قابلة للنقاش ولا الجدال فأنا لا أستطيع أن أحتمل أن يفرض علي أحدهم قيودا تافهة تتعلق بأموري الخاصة فقط لأن هذا ال أحدهم شخبط في ورقة فظن بذلك أنها تجيز له أن يتحكم في ويضيفني إلى ممتلكاته.. أجابتني صديقتي: أنت تبحثين عن رجل كأبيك وصدقيني لن تجدي مثله يوما ثم أؤكد له أنه ما أن يطرق الحب قلبك حتى تنسي كل كلامك ويصير حتى شهيقك وزفيرك بإذنه وستكونين سعيدة راضية بذلك ! اكتفيت بأن مثلت أمامها دور أنني أشعر بالاشمئزاز وعلى وشك التقيء وقلت في اقتضاب شديد : لا أحياني الله لأشهد يوما كهذا !! صديقتي لا تفهم أنني أصلا لن أحب إلا ذاك الذي أشعر معه أنني حرة ويمكنني أن أكون "أنا" ، أن يكون لي حضوري وشخصيتي، ذاك الذي يحترم خصوصياتي ويثق بي ثقة - مبصرة- مبنية على الصدق والتفاهم اللذان سنجعلهما أساس علاقتنا. ذاك الذي يحبني لما أنا عليه ولا يحاول أبدا أن يغيرني.. رجل يتقبلني كما أنا،سأخيفه حينا وأدهشه أحيانا كثيرة. رجل واع بأنني كائن يختلف عنه تماما ومع ذلك يكمله، رجل لن يخيفه استقلالي عنه، يتحمل بكل حب ورضا عزلتي التي لابد لي منها من فترة لأخرى لأنه يثق كثيرا بأن مكانته في قلبي لن تتغير و إن بدى أنني أقصيه و أبعده عني .. رجل كهذا يستحق مني أن أفكر في الارتباط به مدى العمر، رجل كهذا لن يحدث أن أتردد في حبه.. رجل كهذا سأضع خاتمه في يدي وأنا على يقين بأننا لن ننفصل مهما حدث!
-
مريم البداوي...
التعليقات
من حديث من حروفك المنسجمه احببته بمعنى الكلمه
لذلك اتمنى لك توفيق
أنا الى الان لم اظفر بصديق بهذه المواصفات