الفيتامين واو
هل أنت من مستهلكيه؟
نشر في 21 أبريل 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كل الأبواب قفلت في وجهك ؟
تبحث عن عمل لكن دون جدوى؟
رغم شهادتك العليا التي سهرت من أجلها و ثابرت لم تنجح في ولوج سوق الشغل؟
يسألونك كل مرة عن الخبرة ؟
إذا كانت الإجابة نعم، فأنت تعاني من نقص حاد في "الفيتامين واو" مما يجعلك عرضة للبطالة و التهميش و..و.. إلى آخره.
فهو عنصر مهم، يفتح الأبواب الموصدة، يجعل المستحيل ممكنا و حتى الممكن مستحيلا، فصاحبه لا تحكمه أية ضوابط و لا تنطبق عليه أية قواعد...فحتى دون شهادة وخبرة و كفاءة، فيتامين واو كفيل بأن يغير حظك من سيء إلى سعيد و من سعيد إلى أسعد، يقلب كل الموازين على حساب كل شخص لا يتوفر على هذا الفيتامين أو أن هذا الأخير ليس من النوع الممتاز...طبعا فهو مستويات منه الفعال، و منه المتوسط و منه من انتهت مدة صلاحيته.
و رغم كونه فيتامين لصاحبه غير أنه فيروس تحمله مجتمعاتنا، فيروس الزبونية و المحسوبية و "باك صاحبي، فيروس عدم تكافئ الفرص و "لي معندو فلوس كلامه مسوس"، فيروس ابن من أنت ؟ و "دهن السير يسير" فهل من العدل أن فيتامين البعض هو نفسه فيروس البعض الآخر؟ فيروس يصيبهم بالخذلان، يسمم أحلامهم فيفقدون شهية الطموح و المثابرة و معها مناعتهم ضد اليأس و الإحباط.
و يأتي بعدها أصحاب"الفيتامين واو" ليتسألوا ماذا حل بالشباب؟ ما السبب وراء انحرافهم و هجرتهم، و حتى جنونهم؟ فهم يتقنون فن التملص من المسؤولية و يضعون قناع العفة و التنزه و تكاد ان تحسبهم أحد أولياء الله الصالحين.
ففي مجتماعتنا العربية و باش ميزهقش ليك الفرخ، يجب ان يكون طلب العلم مشروع شخصي، يقوم به الشخص من أجل نفسه حتى يخرج من ظلمات الجهل، لكن خروجه من ظروفه الصعبة و تحسين وضعه رهين بعدة اعتبارات من بينها الفيتامين واو، فكلما كانت نسبته عالية في الدم كلما زادت فرصك في العمل و في أشياء أخرى.
للأسف، فحامل الشهادة المتبدأ الحامل للفيروس "واو" يجد نفسه وسط دوامة كبيرة، فمن جهة عروض عمل مع خبرة لا تقل عن سنة أو سنتين مع العلم ان لا أحد ولد خبيرا و متمرسا و أنه كان لكل واحد منا أول مرة، و من جهة أخرى وظائف يحتكرونها ذوي ألقاب معينة و أخرى لا يمكن الولوج إليها إلا إدا حكيتي جيبك مزيان أو بالأحرى تقبتيه دون أن ننسى العبارات السحرية : هدا ولد اختي، هدا خويا، هدا ولد جد طاصيلت بويا و ريحة الشحمة في الشاقور و زيد و زيد...
إلى كل من يستهلك الفيتامين واو ضاربا عرض الحائط كل القيم و الأخلاقيات، متجاهلا صوت ضميره إن وجد، إعرف أنه يوما ما سيأتي دورك و ستصبح حاملا الفيروس.
و في النهاية، لكل قاعدة إستثناء، فهناك أقلية من الشركات التي تعتمد النزاهة في إختيار موظفيها، فمتى سيصبح الإستثناء قاعدة؟
-
اعميمي ربابكاتبة متواضعة، أستمتع بكتابة المسرحيات و المقالات اتمنى ان تتلقى منشوراتي إعجابكم