عزيزتــــي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

عزيزتــــي

رسائل مؤرشفه

  نشر في 26 أبريل 2020 .

 عزيزتــــــــي ....

اليوم عيد ميلادك الرابع و العشرون ، ربما يكون عيد ميلادك الأول منذ اللحظه التي قررتي فيها الرحيل ... عاما مر علي فراقنا ... عاما ولدتي فيه من جديد بعيدا عن قيودك والعادات القدريه التي تحيط بأي فتاه في مثل عمرك ... عاما جردتي فيه بدنك من هواجس قلبك ونفضتي عن نفسك أتربه مشاعرك وتركتي الباقي لرياح الزمن لتنثرها بعيدا عن مجال إحساسك

صغيرتي وقدوتى...

عاما من الحزن أخمد جوارحي عن الإحساس ، لم أعد أشعر بشئ سوي الحزن والندم .. وكلما مل الحزن من صحبتي .. دعوته مجددا ، فلا بأس من الحزن عليك طوال العمر ، ولعل حزني هو عزائي الوحيد لأكفر عن كل رصاصه تعب أصبتك بها

فى الماضي جزعت نفسي من مزاقك المعسول الزائد الذي لا ينضب ... وها أنا اليوم أتجرع علقم فراقك ومرارة هجرك .... دعكٍ من كل هذا ..فأخبارك دائمه الوصول إلي ..تتجسد أمامي فى صور متتابعه ، أري فيها نشاطك وقوتك ونجاحك ... وأفتخر بكي وبكوني جزء من هذا .. إن كنتِ لم تنكرِ فضلي بعد

الأيام تمر وجائتني فكرة أن أكتب إليكي كلما سنحت لي الفرصه ، لست أدري السبب ولكن الكلمات هي لغه الخيال التي تترجمه إلي واقع .. وأنتي ما زلتي تعيشيين في خيالي .. فلعلي بكلماتي أجسدك مجددا أمام مرأي عيني

الليله عيد ميلادك .. سنحتفل فى خيالي حتي الشروق .. سأشغل أربعه وعشرين شمعه علي بقايا قلبي وسأغني ( هابي بيرز داي تو يوو ) وسأتناول المتبقي من كعكتك التي إلتهمتيها مسبقا ... سأجلس أمامك وأتأمل إبتسامتك الحانيه الخجوله التي لا تُظهر تنساق أسنانك المخفيه خلف شفتاكي الصغيرتين المهندمتين ... نظراتك المتأمله الحالمه ...وجنتيك البيضاويتين .. أنفاسك المنتظمه المتوترة

سأتخيلك تشعرين بالسعادة وتقوليين ( وأنت طيب يااا أحمــد )

سأتخيلك بربطه حجابك المميزة والملابس التي تصبح صيحه موضه حين ترتدينها ... وجهك المنير بدون ذرة مكياج ورموشك الطويله وحواجبك المتناسقه وأطراف شعرك الهاربه من تحت غطاء رأسك

أتتذكرين أسطورة ميلادك ؟!

التي أخبرتك بها في بداية تعارفنا ... سأذكرك ، أخربتك أنكِ لم تُولدِ لوالديين بشريين .. عائلتك التي تعرفينها وجدوكي فى ليله ممطره خلف منزلهم ، أثر وقوع صاعقه هزت المكان ، كنت بحجم الكف ويحمل ظهرك جناحيين بيضاويين بريش قصير ، لعل والدتك أخفت هذين الجناحيين حتي لا تثيري الرعب في نفوس أشقائك البشريين أو حتي لتوهمك أنكِ من جنس البشر أو لربما تخش أن تحصلي عليهم في يوم وتفارقينها وتصعدي إلي السماء عائده إلي بني جنسك ....لا بأس إنها أسطورة ، ووالدتك أنكرت وجود أي جناحات بحوزتها ، ولعل الغريب في الأمر أنك لم تحتاجي أي جناحات لتفارقي أحبتك

لقد نسيت ... هناك شئ يجب أن تعلميه ، كلامي إليك ليس بغرض الإستعطاف أو إثاره مشاعر الماضي أو طلبا للعودة ، فما ذهب لن يعود والمعركه الخاسره لها ضحايا والنفس سُلبت روحها وما للروح من رجعه ... فلست أنتظر منك شئ ولست ابحث عن عتاب أو قبول

كل ما في الأمر أن الروح تعاقب الجسد علي فقدانك ولكنها لم تعد تبحث عن وجودك في الواقع ، أكتفيت بكي في خيالي

وجودك في خيالي قبل أن تكوني واقعي ... ووجودك في خيالي بعد أن هجرتي واقعي

إن الواقع مرير ، يعطينا فرصة واحدة .. والخطأ يكلفنا خسارة .. وكنت أنتِ أكبر خسائري

منسوب النيكوتين في عقلي ينخفض .. سأشعل سجارة أخري أن كنتِ لا تمانعيين ... لعلك لن تمانعي فما عدت أعني لكي الكثير

لم أجد سببا مقنعا يخمد نيراني .. فكل أسبابك ضعيفة وهذا يجعلني فى حاله تشتت .. لكن لا بأس فعتابك مقبول وهجرك مُبرر وبرغم صعوبه الأمر .. الإ انني اشعر بحاله من النشوة فى كل لحظه أراكي فيها ... أصبحت مدركا قيمتك الحقيقيه فى نفسي ... أصبحت أعِ مدي ضعفي بدونك

هناك العديد من الأمور أختلفت عن السابق .. أمورك كانت تشعرك بالحزن فى الماضي . لقد تغيرت عن سابق عهدي ولكني ما زلت عصبيا سريع رد الفعل ولكن كل هذا لم يغير في نفسي شئ عن إنفعالي اللاإرادي كلما أستمعت إلي إسمك

إنتهيت مؤخرا من قرائه روايه (في قلبي أنثي عبريه ) سألخص لكي مشهدا يتحدث عن مني بطله الروايه

( لقد تغيرت كثيرا ، ملامح ذاتها تغيرت ... تجاربها القاسيه جعلتها تنضج وتصقل ، تركت العاطفه جانبا ، وأفسحت المجال للعقل ، تعلقها بأحمد كان بفعل العاطفه .. وإرتباطها بحسان كان بفعل العقل ... كلما قارنت الرجليين وجدت كفه حسان ترجح بين حبها الأول وزوج المستقبل ، كانت أكثر ثقه في الثاني ، صحيح أنها مدينه لأحمد بالكثير لكن بين حب المراهقه وقناعه العقل فرق شاسع )

كان ينقبض قلبي كلما مررت بمشهد مشابه ، رأيتك في ندي ... وخشي قلبي أن تفسحي المجال لعقلك وتبحثين عن حسان

كنت أطالع ندي من خلف السطور .. وأستحثها في السطر القادم أن لا تنس أحمد ، كما كنت أأمل في خيالي أن تظلي علي عهدك القديم ناحيتي .... ولكن الواقع يقول العكس

لا بأس فأنت فى النهايه إمرأه حرة العقل والقلب .. لا سلطان لأحد عليكِ ولا يستطيع أحد أن يحملك أي لوم فى أي قرار تتخذينه وسأظل أدعمك فى أي فصل تكتبين سطورة وأن لم يكن لوجودى كلمات في هذا الفصل

أن طيفك لا يغادر شوادر وجداني .. أقضِ اليوم معك وأمسي وغدي ... أنها لعنتك الأبدية ولعنه ميلادك في كل عام وكل حياه ... فوق كل أرض وعبر إي زمان متسده في جسدك الأدمي .. أو طائفه بروحك الملائكيه



  • Ahmed Mokhtar
    ”الكتابة عمل سهل، فليس عليك إلا أن تحدق في ورقة بيضاء إلى أن تنزف جبهتك.“ ― دوجلاس آدامز
   نشر في 26 أبريل 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا