يسألونني لماذا أقرأ ؟
حقًا إن أسئلةً مثل هذه تثير بداخلي الحزن على أمةٍ كان أول ما أنُزل عليها هو " إقرأ " !
و لكن ، تعالوا لأجُيبكم !
هل سألتم أحدًا لماذا يأكل أو يشرب ؟
بالطبع لا ،
ذاك لأنه لا يمكن لأحدِ البقاء على قيد هذه الحياة دون طعامِ أو شرابِ يقم صلبه ..
و هكذا أنا ،
فإحتياجي للقراءة مثل إحتياجي للطعام و الشراب ،
القراءة هي غذاء عقلي و متنفس روحي ،
هي من تجعلني أسافر لعوالمٍ أخرى ، أتعرف على أناس جدد ، أعرف ما يجول بخاطرهم ، أقرأ أفكارهم ، دون أن أحرك ساكنًا …
أهرب من صخب هذا العالم و ضجيجه بالقراءة ،
أرى ما أود رؤيته و أتخيل ما أريده بالقراءة ،
أُعيد شحن طاقاتي عندما تقارب على النفاذ بالقراءة ..
القراءة هي سبيل الأمة لإعادة إحياء أمجادها ،
لا خير في أمةٍ لا تعرف و لا تقرأ عن تاريخها ،
لا تقرأ عن العلوم و الأدب و الإقتصاد و الشعر و الفن ..!
قل لي بربك ! ما السبيل لإستعادة الأمجاد دون معرفة هذه الأمجاد ؟
ما السبيل للإستمرار دون معرفة ما توصل إليه العالم و الناس و الأمم و المجتمعات ؟
ما السبيل لتدراك الأخطاء دون وقوف مع الذات و التعلم من ما قد مضى و ما هو آت ؟
و هنا يقع عـبء المعرفة و عـبء القراءة !
و قد قال فاروق جويدة :
" الذين لا يعرفون ، يجلسون في مكان ما على رصيف الحياة ، لا يعنيهم من جاء و من ذهب ، و ما بقي و ما ضاع "
- الإنسان الذي يقرأ ، قد عرف و شاهد و جرب ، مناطق مظلمة في عقله تنير بإستمرار ، فهو في حالة بحث عن الجديد دائمًا ، لا يكتفي بما هو عليه ، يرى أن القراءة هي نافذته على الحياة ، و نهر معلوماته الذي لا ينضب و لا ينفد ، يريد أن ينهل و يرتوي منه قدر إستطاعته ، إذا وصل إلى شئ حاول أن يتجاوزه و إذا وصل إلى حلم زرع في أعماقه حلمًا أخر .
الإنسان الذي يقرأ يصبح أسير المعرفة ، فهو قد ذاق متعة الشئ فلا يستطيع البعد عنه .
أما عني القراءة هي عالمي الذي نسجته بيدي ، و أودعت فيه كل جميل ..
أعتقد أنني قد أموت محبطة على تلك الكتب التي لم يسنح لي الوقت لقراءتها ، ترى هل نقرأ في الجنة ؟
بإختصار أنا أعيش بين ضفتي كتاب ..
-
أميرة مصطفى"ليس لي عمل أقابل به الله غير أني أحبه"
التعليقات
صدقتى
حياه لحياتنا
تجعلنا تعيش تجارب لم نعشها
ونعطي نصائح لم نكتسبها فعليا
تجعلنا انضج
دمتى محلقة بين الكتب :)
ولا أتخيل يومي دون جرعة من هذه الحياة اللذيذة.
مع حبي ..طيف امرأه