متاهة التعود ..
الدوران في الفراغ !
نشر في 14 يونيو 2015 .
ليس أصعب على الانسان من أن يبقى يدور في نفس النقطة , فما بالك إن كان ما يدور فيه هو الفراغ !!
هكذا تستطيع وصف حال الشخص الذي يدمن التعود على شيء ما , ربما يكون هذا الشيء إنسان أو تصرف معين أو لربما طعام !!
أنت قد تقول من الجيد إذا ما تعود الشخص على الأشياء الإيجابية ولا ضرار في ذلك . لكن هل فكرت يوماً في نتيجة هذا التعود ؟! إلى أين سيصل بإنسانية الإنسان ؟ بعقله ؟ بقلبه؟ بعلاقاته الاجتماعية ؟ بعلاقته مع الطبيعة؟!!
خاصة أن كل الأشياء من حول الإنسان قابلة لأن تنتهي في لحظة ما دون سابق إنذار !!
إن التعود متاهة يضيع في جنباتها كل من يجهل نتائجها,بصرف النظر إن كان الشخص غارق بشيء جيد أو لا , المهم أن تسأل نفسك إن كانت تلك المتاهة تؤدي بك إلى طريق إيجابي أو سلبي !!
مهلاً .. هل من الممكن للتائه أن يكون مدركاً لشيء ما ...المتاهة الغارق فيها مثلاً؟!!
إدراك الشخص لنفسه التائهة هو بداية الخروج من ذلك الفراغ الذي سيشعر به فور اختفاء الشيء المعتاد عليه في حياته .. فالفراغ هو متاهة أخرى ربما تدمر كل شيء داخل هذا الإنسان.
من هنا يمكننا القول بأنه لابد من أن نمسك أنفسنا عن التعود على أي شيء مهما بلغت ثقتنا بأبدية امتلاكه أو ثقتنا بمدى إيجابيته ! لأننا عند تعودنا على شيء ما ,نحن نخسر شيء من ذاتنا , من داخلنا وفي حال اختفى ذلك الشيء من حياتنا خسرنا كل ذاتنا ; التي هي أولى من أي شيء أخر في هذا الكون الرحيب .
التعود على الأشخاص هو الوصول لأعمق شيء في المتاهة حيث الخطر الأكبر..!
حقيقةً, ليس أجمل من أن تمتلك في حياتك أشخاص فـ هم نبض الحياة حولك. لكن ; لا حياة دائمة لإنسان ولا يوجد اثنان يختلفان في هذا.
سؤال ..
ماذا عنك أنت ؟؟,عن ذاتك أنت ؟؟. ما أود الوصول إليه هنا أنه لو اختفى كل شيء حولك ,لا بد لك أن تحافظ على نفسك وذاتك. حاول أن تكسب نفسك وأن تتعود عليها جميلة طيبة, وانتبه لئلا تجد نفسك يوماً وقد خسرت ذاتك.
اخسر كل الدنيا ,, نعم كل الدنيا , لكن لا تخسر ذاتك فهي وحدها من رافقتك عند قدومك إلى الدنيا وهي وحدها من سترافقك عند مغادرتها . حافظ عليها هي هدية الله .
-
مرام سفيان أبو هربيد ||ِ Maram Sofyan AboHarbeedإقرأ لأجلك أولاً ... ثم أكتب لأجلك أولاً !!