أربع سنوات و لم تعلمني الجامعة فيها شيء ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أربع سنوات و لم تعلمني الجامعة فيها شيء !

  نشر في 11 أبريل 2015 .

أجل، ها قد أوشكنا على وصول محطة الانتهاء من الجامعة، أربع سنوات، مرّت سريعة وعقيمة!

أربع سنوات و لم تعلمني الجامعة شيء، ولم تترك بذاتي ولا بشخصيتي أية بصمة تذكر.

أذكر أول محاضرة في العام الأول من الجامعة في مساق اسمه "مدخل إلى الاتصال الجماهيري" عندما كان أستاذ المساق يشرح مصطلحات "الصورة الذهنية، الرسالة، رجع الصدى" أذكر تماماً أني كنت أواجه انفصاماً في المعلومات و أقول في ذاتي أي طلاسمٍ هذه التي يخطها هذا الأستاذ على هذه السبورة الحمقاء! وبالتحديد ماذا يقصد برجع الصدى!

لم أكن حينها لا أنا ولا زميلاتي قد تأقلمنا بعد، على سماع هكذا مصطلحات، ولكن مر يوما بعد يوم، حتى بدأ الضباب يزول و أخذت آذاننا و عقولنا تتعود على سماع ومعرفة هكذا مصطلحات.

أربع سنوات و قد ضجرت قاعات المؤتمرات في مبنى طيبة و القدس و المؤتمرات الكبرى من الأحاديث الروتينية و المواضيع المستهلكة و الشخصيات التي تأتي لتبرز عضلات لسانها في الحديث، أمام طلبة لم يأخذوا وقتهم الكافي بعد، في أن يكونوا كما يريدون.

أربع سنوات و لم تعلمني دراستي في قسم الصحافة والإعلام سوى التالي:

علمتني أن من ليس لديه شغف، سيأكله الزحام في أعداد الخريجين و تنهشه البطالة و الخمول.

علمتني أن من لا يمتلك عناداً شرساً كعناد الأمواج و هي تلاطم الصخر كي تشق طريقها نحو الشاطئ، سيتحطم عند أول حصوة تعرقل طريقه.

علمتني أن أرسم أهدافي بدقة، و أن أبحث عن الأصعب فيها و أبدأ به، فمهنة البحث عن المتاعب بحاجة لمن يمتلك حس المغامرة و التحدي و عدم الاستسلام بحق و ليس شعارات.

و علمتني أيضا، أن لا أستعجل قطف ثمار زرعي، فمن يقطف ثمره قبل النضوج، ستعاقبه بتلبكِ معوّيِ في منتصف الطريق.

أربع سنوات في قسم الإعلام و لم تعلمني شيء، سوى أن أكون أنا، حرةً، طليقةً، مسؤولةً، و أحمل على عاتقي أن أكون لسان الحق أينما كنت و كيف كنت.


  • 25

   نشر في 11 أبريل 2015 .

التعليقات

شكرا لك على هذا الطرح زميلتي فاطمة ، فقط اردت أن اوضح ان تخصص علوم الصحافة والإعلام لا يستحق أكثر من سنتين ، لأنه تخصص مهني أكثر منه أكاديمي، وفي شقه المعرفي يعتمد على علوم "هلامية" جديدة لم تاخذ حقها من التعمق والتشعب ، وبالتالي تبدو مقررات السنوات على فقرها ممددة على طول السنوات الدراسية دون أي داع مع أنه يمكن تركيزها في وقت أقصر لا يتجاوز السنتين ، لهذا السبب يساورك إحساس مثل هذا .. ومع ذلك ..كل تجربة مهما كانت لا بدأن تعطي ثمارا ولو بعد حين ..موفقة عزيزتي ..
1
فدوى منذ 9 سنة
مشكوره اخت فاطمة
1
من أجمل ما قرأت أستاذة فاطمة .
. ما تعلمنا التجارب، خصوصا فترة التخرج و البحث عن عمل، هذه الفترة و أن طالت تفيد الفرد كثيرا في مراجعة قدراته و تطوير مهاراته.. و تعلم الاعتماد على النفس للمرور إلى بر الأمان و تحقيق الذات
شكرا لك
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم














عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا