كن حذراً , فهذا الوحش لا يبالي أحد ..
كن على أستعداد لمواجهه مرض العصر , بل والتعافي منه .
نشر في 24 يناير 2018 .
أحيانـًًًًًًا تشعر به عندما تُـتهم بباطل و يُصـدق عليه , أو عِندما ترى الحق مهزوم كمصـارع قاتِل حتى النهايه , أو عِندما لا تستطيع قول الصدق تحت سيطرة أو تهديد ..
هو شُعور .. إحساس قد يدفعك لدفع ما لا يُدفع كي تدفعهُ هو عنك ,
كِِِِِلمه ثقيله على اللِســان مُميتة للقلب , انتشر حد الهلاك , أصبح مثلهُ كمثل " التوكتوك " الذي يدخل أي مكان مهما بلغت المسافة أو المساحة في سهولة وسلاسة مُتناهية .
أخذ يتغلغل كالوباء الذي لم يُكتشف له مصل حتى هذة اللحظة فالزيادة بالإصابة مُُستمرة بل أخذ ينهش في كل ما يُقابله .. ومازال على هذة الوتيرة حتى الآن !!
الظُـلم .. ذلك الوحش المخيف المفترس الذي نادرًا ما قد تُقابل مثله في غابة الحياة الدُنيا , وحش لم يكتفي بتدمير الملاييـن من البشـر بل إنه قد وجد متعته في تدمير الجزء المتبقي الذي لم يتم تدميرة بعد ..
فهي مهمته الوحيدة التي لن ينجو أحد منها , أخذ يُدمر ويُدمر حتى وصل إلى أن نال شرف لقب الوباء اللعين المُدمر للإنسانيه .
استطاع أن يسري في العروق ويندمج ويختلط بالدماء كأنما أصبح كأي كُرة دم حمراء تؤدي وظيفتها في هدوء ومرونة ليس أكثر أو أقل , استطاع أن يجعل نفسه كالفكرة في مركز العقل تعمل بتناغم مع الأفكار الأخرى للإبتكار والأبداع وذلك حتي لا تحسبه باقي الأفكار بأنه غريب عن العقل ودخيل عليهم فينكشف أمره ويُطرد خارجًا .. فلن يجد مأوى آخر يحتمي به وينهش فيه فالإنسان بمثابة الجنه لديه والطرد منها بمثابة الجحيم والهلاك ..
لقد تمكن من التلون كالحرباء التي تتلون على مئة لون وشكل من أجل غرض معيـن كإصطياد فريسة مسكينة أو التخفي من الأعداء الخطرة , فهي حالة نادرة في الوجود ولكن الظلم لم يكن يتسم بصِفه النُدرة , بل إنه قد كسر حاجز الغموض وأصبح مألوف كأُلفه اليد لأصابعها الخمسه .
ولكــن ..
من الغريب والنادر حقــًا والمُثير للدهشة هو كيف يمكن لإنسان قد ميرةُ الله بالعقل والتفكير بالمنطق الذي لا يُقهر تحت أي مسمى أيًا كان أن يراه هكذا حر يُطوح بمن يُقابله ويهتك العدالة ويمزق الحق ويقف ماثل أمامه دون أن يخطو سنتيمترًا واحدًا ليُقاتله ؟
حتى إن لم يقضي عليه بل على أقل تقدير فسيكفيه شرف المحاولة حتى !! ؟.. لا يجرؤ أن يقف أمامه كرجل نبيل يرتدي بدلة الشرفاء المقاتلين المُدافعين عن المنطق و يتقلد سيفه المطلي بمياة الحق الذهبيه ويواجة الأحتلال الذي لطالما أطاح ببلاده رأسًا على عقب ..
كيـف لإنسان أن يراه يقتل ويهلك كل لحظة عشرات أو مئات البشر الذين ليس لهم أي ذنب ارتكبوة سوى كونهم قد ولِدوا على الفطرة التامة ولم يخطُر ببالهم أن الحياة مليئة بهذه الوحوش الفتاكة , نظرتهم للحياة كانت أشبة بنظرة رضيع لم يتجاوز الشهرين من عمره , نظرة عميقة مملؤة بمزيج من البراءة واللامبالاة بأي مسأله كونية , فقط يستمتع بالحياة التي هي بمثابة رحلة مدفوعة التكاليف شاملة الإقامه والترحال و... الظلم ايضًا .
السؤال الأهم
هو كيف سيتم إستئصال هذا الورم الخبيث من جذوره ؟ وأين يُمكن إيجاده من الأساس ؟ وهل مصدرة إنساني أم هي عطاء رباني للأختبار ؟ وإن كان من أبتكرة إنسان فمن يا تُرا المسئول عن ابتكار هذه الآله المدمرة وسار على نهجه من اُصيب به ؟ هل ما يحدث الآن هو أعراض جانبية ناتجة من الإصابه بـِه ؟؟!
أصبح من المستحيل التجهم بالحقيقة والأسباب المنطقيه التي جعلتهُ إنتشر بهذه السرعة المهولة التي تخطت سرعة الإنترنت " 4G " , أصبح من الممكن الحذر من الإصابه به بعد أن كُشف الستار عنه وأصبح واضحًا كضـوء النهار , ورغم كل تحذيرات نشرات الحق اليوميه و" جرانين " العدل العالمية ظل من النادر وجود إنسان معافى من هذا الفيروس ..
كيف يُمكن أن يرتقي الظلم مراتب تخطت بمراحل مراتب العدالة وأصبح بمكانة قد لا يصل إليها بصرك , بل قد لا يُرى سواة .
كيف يُمكن لإنسان اغلى ما يملُكه هو إنسانيته وكرامته أن يتحمل الإصابه بهذا الداء ولا يجرؤ على التعافي منه , رافض ذلك بإرادتة التي هي ايضًا فقدت إرادتها أمام هذا الوحش الذي غطى المدينه بضخامته .
فقط كل ما عليك هو أن تكسر ذلك الحاجز وتجرؤ على ذلك فالأمر كُله يرجع إلى من اُصيب ليس من أصاب .. كل ما هو مطلوب مِنك أن تسأل عن دواء له في صيدلية العدل المقامة على أول شارع الحق المُتفرع من شارع الضمير الذي ما زال قيد الإنشاء للأسف .
ولكن إلى أن يحين ذلك الوقت ويتم إنتهاء الإنشاء و التأكد من وجود ركائز مُحكمة بُنى عليه و.. إنتظر
الإنتظار واليقين الصادق إنك ستتخلص منه لحظة ما وتتعافى ..
ستعود طبيعيًا مرة اُخرى تأكل , تشرب , تنام وتستيقظ على قول الحق وممارسة العدالة , يا لهُ من دواء , يا لها من إفاقه بعد غيبوبه غفلة إستمرت لأكثر من اللازم ..
الآن وبكل فخر أصبحت متحررًا من مرض كان ينهش في إنسانيتك كل يوم وكل ثانيه , أصبحت عافيًا متعافيًا من كل لحظة ظلم تعرضت لها وعرضتها لأحد ليس له أي جريمه أو ذنب ..
أصبحت من عِباد الله الذين أسماهم العادلين القاسطين بالحق , تخليت عمن يتغذى على إنسانيتك يوميًا ويمدك بالظلم لحظيًا .
فالإنسان بمثابه تجارة رابحة عنده وأصبح الإنسان ملعبه يُدحرج فيه إنسانيته , اصبح الإنسان مصدر غذاؤه واصبحت الحقيقة والعدالة ضرورية لإشباع حاجته ..
فقط كل ما عليك فعله أن تقص جُذورة من أعماقك وأستمتع بما تبقى لك من ذخيرة العدالة وقاتل بها إذا هاجمك مرة اُخرى .. وأحذر لإنه سيفعل ذلك في أقرب وقت فهو جائع الآن وأنت طعامه اللذيذ ..
التعليقات
قَالُوا : وَإِنَّ ذَلِكَ لَكَائِنٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " نَعَمْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، وَأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ " ، قَالُوا : وَمَا أَشَدُّ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ،
قَالَ : " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَمْ تَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ ، وَلَمْ تَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ ؟ " ، قَالُوا : وَكَائِنٌ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ،
قَالَ : " نَعَمْ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ وَأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ " ، قَالُوا : وَمَا أَشَدُّ مِنْهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : " كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ مُنْكَرًا ، وَرَأَيْتُمُ الْمُنْكَرَ مَعْرُوفًا ؟ " ، قَالُوا : وَكَائِنٌ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ :
" نَعَمْ ، وَأَشَدُّ مِنْهُ سَيَكُونُ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : بِي خَلَفْتُ ، لأُتِيحَنَّ لَهُمْ فِتْنَةً , يَصِيرُ الْحَلِيمُ فِيهِمْ حَيْرَانًا " .
وينصت للعدل الإلهي ..
فالانسان خلق من عقل وشهوة ، والاحيون ركب من شهوة من غير عقل ، والملائكة ركبت من عقل غير شهوة ، فإذا ما سما عقل الانسان على شهوته اصبح فوق الملائكة وإذا ما غلبت شهوته على عقله أصبح دون الحيوان
وهذا مع الأسف الشديد ما نجده في طباع بني البشر الذين لا يرون سوى المصلحة الشخصية والغرائر المادية
لذا يلجأون الى الظلم والاحتقار
لكن ما العمل ....علينا بانفسنا
شكرا لك المقال تحت قيد الحاجة لفهمه من ذونا