لو ، وما ادراك ما لو ، تكاد هذه الكلمة ذات الحرفين ، من اكثر الكلمات السلبية التي نستعملها ونقولها كثيرا في حياتنا ، تاركة في اعماقنا شحنة من المشاعر السلبية والتأسف والتحسر على شيء سواء كنت ستفعله ولم تفعله ، أو شيء فعلته وتبين لك فيما بعد انه كان عليك أن لا تفعله ، لكن يمكن ان مافعلته في فترة من فترات حياتك من اتخاذ قرار خاطئ من وجهة نظرك كان هو الصواب بعينه وانت لا تعلم ، فيمكن ان يكون افضل قرار لك في تلك الفترة من فترات حياتك ، لكن مع اختلاف الزمن والظروف قد يتغير كل شيء ، فما لم تفعله بالامس قد يكون مناسب ان تفعله اليوم ولم يكن مناسبا بالامس فلم التحسر والولوة .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجز، فإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت لكان كذا وكذا، فإن لو تفتح عمل الشيطان، ولكن قل: قد قدر الله وما شاء فعل" انتهى الحديث ، نعم فأنه ما شاء الله كان ، وما لم يشا لم يكن
اقول لك على شيء طريف اربط كلمة لو في ذهنك بالابتسامة ، اضحك على هذه الكلمة ، فلو كررتها اكثر من مرة بأن تقول (لولولولولولو ... ) لوجدتها كلمة مضحكة
ومما يحكى من القصص ان مزارعا هولنديا ﻗﺮﺭ ﺑﻴﻊ ﻣﺰﺭﻋﺘﻪ في هولندا وشراء مزرعة جديدة في جنوب افريقيا بعد ان سمع ان الاراضي هناك ذات تربة خصبة صالحة لزراعة اغلب انواع الخضروات والفاكهة
، ولكنه اكتشف بعد ان قام بشرائها ان الارض مليئة بالثعابين ، فماذا فعل هل قال لنفسه بتحسر يا ليتني لم اشتريها او لو اني لم اشتريها لم يحصل اللذي حصل ، لا لم يفكر بطريقة (لو) بل فكر بطريقة ( لعل) لعله خير ، فماذا فعل ، فكر بالاستفادة من هذه الثعابين في استخراج ﺍﻻﻣﺼﺎﻝ ﻭﺍﻟﻠﻘﺎﺣﺎﺕ ﺍﻟﻤﻀﺎﺩﺓ ﻟﺴﻤﻮﻡ
ﺍﻟﺜﻌﺎﺑﻴﻦ
واقرأ معي هذه القصة ، يُحكى ان رجل حجز موعد في الطائرة ليحضر موعد مهم ، فأخذ التذكرة فذهب الى الفندق القريب من المطار ليصله بسرعة عند ذهابه إليه ، وأوقت المنبة قبل الموعد ببرهة ، فنام ولكن المفاجئة ان بطاريات المنبة نفذت قبل الوقت الذي أوقته فيه ، فاستيقظ وتفاجأ أنهُ تأخر على الموعد وأخذ يسخط ويعترض على هذا القدر المكتوب ، وذهب الى المطار بسرعة وسأل الموظف هل غادرت الطائرة المتوجهة إلى موعده فأجابه الموظف: إحمد الله أنك تأخرت على موعدك ، فإنهُ قد إختار لك أن تعيش ، فطائرة قد سقطت قبل نصف ساعة من الان ومات من بها جميعاً ، فأيقن ذلك الرجل ان القدر الذي يسخط منه قد يكون في صالحه.
ارأيت فقد تحدث لك احداث وتظن انها الشر بعينه وتبدأ بالتسخط بكلمة لو لكن ستكتشف فيما بعد انها كانت الخير بعينه ، اذا فماذا لو استبدلنا كلمة لو السلبية بكلمة لعل الايجابية ، نعم لعله خير ، فكم تريح هذه الكلمة ، فلعل دائما يتبعها الخير
مع تحيات
الكاتب ايهاب كميل