تنساب الثواني والدقائق والساعات مشكلة تسلسل ايام عمرنا ،والحاضن لوجودنا نسميها الحياة ،كلمة بسيطة التشكيل،متعددة الابعاد ،ذاتية الفهم،وجمعية العيش،بسيطة في كنهها و معقدة حين نراها كذلك.
والنظرة للوجود ككلية والحياة كتمثل له امر يستحق التجريب والعيش،لا تخلو الحياة من الصعاب وكذلك لا تخلو من المفاجآت الجميلة،فهذا قانون سام يحكم الوجو د بين الشيء و نقيضه و البشر او حملة العقل انما يسخرون هذه الملكة للظفر و الغوص في أحد الشيئين فكل شيء في النهاية يؤول للفرد و ذاتية إختياره بعيدا عن سطحية التمظهر،فقد يكون المرء سجينا لكنه يعيش الحرية في كينونته بينه و بين افكاره وقناعاته في الحياة وكذلك قد يكون صوري الحرية لكنه يعيش سجين سوداوية الافكار و سير على غير هدى،ان مبدأ السعادة وهذا رأي بالاساس شخصي يكمن في المسؤولية التامة عن الذات من حيث هي افكار وقناعات و افعال حتى يتحصل الرضى عنها وكذلك تلبسها حلة الواقعية إزاء الامور اي كانت طبيعتها .
وكل ما يحدث للانسان ماهو الا جزء ضروري ليصقل نظرته العامة،و اول خطوة تكفل هذا هي الخطأ الذي تنبني عليه خلاصات قابلة للتحقق في عالم الحواس او بعد الفكر و التجريد،في خضم دفق الايام قد يجد المرء نفسه في منزلقات خطيرة و تزل به قدمه إلى أسوء الاشياء التي كان يرى نفسه في منأى عنها،لا لشيء الا لكون نظرته لمعطيات واقعه بصبغة فردانية تجره الى التفكير والغوص في لب الدقائق و التفاصيل فيضيع بينها، الصعوبات والمشكلات جزء منطقي في الحياة ،وخلو الحياة منها يدل على خلل فيها! لكن الخلل الجلل يكمن في تهويلها و تضخميها ليصير المرء بذلك فريسة سهلة تسلب منه كينونته،و اجود مايمكن ان يجده المرء كحل مدخلي للحل العام وجود شعلة من الايجابية في المحيط،انها تلخيص لهؤلاء الاشخاص الذين يملكون القدرة على ايجاد المفتاح الضائع في دهماء السلبية و التفكير الزائد و ارشادك اليه لتكون انت من يقودقد يكونوا بشرا،او افكارا ،او خلاصات عامة ،هؤلاء هم الاصدقاء حقا،ولابد من وجودهم في حياة المرء رغم ندرتهم ،اما اولئك الذين يكتفون بالمشاهدة ويدعون الصداقة دون بادرة للنصح او الارشاد حري بالمرء ان يبعد نفسه عنهم ما استطاع لان دفق السلبية سريع الانتشار،انت ايها الانسان من يقود امرك في كل حين ومن حولك معطيات وجودك العام ،فانت المسؤول وحدك ! ومعادلة الرضى مبنية على اقتناص الجمال و الايجابية في كل الامور،و استخلاص الدروس و العبر لتكون حطبا يغذي شعلة ارادتك وصرح احلامك ،ولك ان ترى ان النتيجة المنطقية بهذا النسق بسيطة،تتعاظم الصعاب وتشتد ،تقود و تناور بناء على التجارب ،يشتد وهج الشعلة وتدوس بارادتك على دواسة الطموح شاقا طريقك الذي اردته وفي كل محطة توقف و استمتع بما بلغته واعزم على المضي قدما و في الخلد ابتسامة تذيب بها هول الصعاب،وحين لاتلمس المؤازة من احد يكفيك فنجان قهوة صديق ليشد ازرك .