نعم هناك حدود فاصلة بين أنماط الشخصيات و مع ذلك يمكن أن يكون الإنسان عبارة عن خليطاً من عدة أنمطٍ مختلفة. الحدود الفاصلة بين أنماط الشخصيات هي الصفات التي يمتلكها الشخص وتطغى عليه, كما أنها تعتمد على النمط الذي يسيطر على الشخص فإذا كان الشخص انطوائي والفرد الآخر نموذجي فالحدود الفاصلة بينهما هي تلك الصفات التي يمتلكها أو اكتسبها الشخص من الحالة.

من صفات الأنطوائي كتوم, لا يختلط بالناس كثيراً, لا يحب الخُلطة الكثير مع الأخرين و أيضا ربما لا يشعر بالراحة بين جمعة كبيرة من الناس. أما النموذجي على عكس الانطوائي, فهوَ شخص يعتبر كثير الكلام ولا يواجه أي مشكلة إذا أرادت التعبير عن ذاتها دون مواجهة العوائق التي تواجه الأشخاص الانطوائيين الذين يكونون بالعادة أشخاص مرحين ويحبذ أن يكونوا بين الكثير من الناس.

الأمر كذلك عندما يتعلق الموضوع ب الشخص العاطفي والعقلاني, فـ الصفات و الميزات التي تتواجد بكل نوع, هي التي تكون الحدود الفاصلة بين النمط و الأخر و أيضا من الممكن أن تكون واحدة أو أكثر من الصفات مشتركة بين نمط وآخر. أن يكون الإنسان عبارة عن خليطً من عدة أنماط أو صفات أمر ممكن وليس مستحيل, ولا يمكن أن يكون من المعجزات, والسبب أن كل شخص منا لديه أكثر من أسلوب,طِراز أو طريقة بداخله. كلنا ولدنا بتصرفات مختلفة في أماكن مختلفة وكذلك مواقف متفرقة

أنا أؤمن بأنه لا يوجد شخص في هذا العالم خالي من العاطفة بعض النظر من هو, ما يفعل و أيضا لا يوجد من هو خالي من العقلاني و لولا القليل ( بعيدا عن الأشخاص المرضى أو الذين خلقهم الله و ليسوا مدركين لواقعهم ), حتى وإن كان الشخص ليس عقلاني ١٠٠% الا أني متأكدة في موضوع او منطقة معينة لديه العقلانية التي نعتقد أنها مفقودة. مهما كان الشخص لطيفاً, حنونً أو مرح ولكن هذا لا يعنى انه شخص عاطفي ولا يمتلك العقلانية في حياته, أن تكون شرس او ذكي لا يعنى انك عقلاني و تفتقر للعاطفة مع اصدقائه, عائلته أو البشر العاديون.

من الذي يحكم أن هذا او ذاك عاطفي او العكس؟! نحن أو هو الشخص ذاته فقط لأنه في موقف معين كان عاطفي أكثر من اللازم أو أظهر عاطفته فـ أطلق عليه صفة العاطفي.

أن تكون عقلاني في أمور حياتك أمر أقل من عادي و هو واجب على كل شخص يريد ان تسير امور حياته بشكل جيد, لذا نطلق على الآخر عقلاني و إذا أتينا إلى واقع الشخص وداخله لا يكون عقلاني كما يتصور الآخرين.

ما أريد أن أقولها أن كل الناس لديها عاطفة و عقلاني لكن لا يظهروها أو يستخدمونها, لذا يتبين لنا أنهم من هذا النوع من البشر!.

العلاقة بين العقل و العاطفة يمكن أن تكون ضدية و من الممكن أن يحقق الانسجام.

العلاقة بين العقل والعاطفة يمكن أن تكون مضادة وهذا يعود إلى الشخص ومدى تقمصه وأنسجامه بالشخصية العقلانية او العاطفية. عادة ما يكون غالبية الحكام لديهم صعوبة الموازنة بين العقل والعاطفة كما يمكن القول أنهم عقلانيين أكثر من كونهم عاطفيين والسبب يرجع إلى أنهم شخصيات يفرض عليها أن تتقمص دور الإنسان العقلاني. كما أن لديهم عاطفية والتي لا يستطيعون استخدامها اغلب اوقاتهم لذا صفة العقلانية تكون لها السيطرة الكبرى على القرارات في حياتهم.

على سبيل المثال .. الرئيس السوري وكما نعلم او كما يظهر للجميع أنه إنسان لا يستخدم عاطفته في الأزمة التي تحدث في سوريا .. وهنا يظهر الانتقاد بشخصيتها عندما ننظر لها كونه انسان طبيعي. فهو لديه عاطفة لكن لا يستخدمها و لديه عقلانية و يستخدمها لذا الأحتمال الأكبر أن يطلق عليه صفة العقلاني.

أما العاطفي وإذا كانت عاطفتهُ مفرطة يكون على عكس العقلاني ولا يحقق ولو القليل من الانسجام بين العقل و القلب! يكون شخص متسرع, الأحاسيس هي التي تتحكم به لذا يكون متناقض مع العقلاني.

يمكن وصف العقلاني والعاطفي ك انسانين مختلفان ولكنهم متشابهان .. بأختصار كل منهم لديه المقدار الكافي من العقلانية والعاطفية يكونوا متساوين لكن الأول يستخدم العقلانية بشكل مفرط مما يعطينا هذه الشخصية الحكيمة و المتمكنة ,نفس الشيء عند الحديث عن العاطفي لكن النتيجة تكون غير متزنة.

اذا اردنا ان نخلق انسجام بين العقل والقلب ما يمكن فعله هو قدرة الفرد على استيعاب متى , كيف , اين يستخدم عقله و عاطفتهُ!