هل تنتظر الكثير أم ما تستحقه؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هل تنتظر الكثير أم ما تستحقه؟

  نشر في 13 يوليوز 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

العلاقات الإنسانية ليست تعامل عام فقط، من أجل توطيد العلاقات يجب على الطرفين توفير احترام وإلتزام متبادل، إلا أن الأمر ليس بهذه البساطة أبدًا.

ولأن في البداية كان دومًا ما يتم إهمال جوانب الحياة النفسية والاجتماعية ولَّى دارسو علم النفس والعلاقات الإنسانية إهتمامًا كبيرًا بدراسة العلاقات المحيطة حولهم، وهو ما زاد من فهمها وأكّد على تعقيدها في أوقاتٍ كثيرة.

التواصل البشري بين الأفراد وبعضها ليست مهمة بسيطة، قد تودي بعض العلاقات إلى مشكلاتٍ نفسية لأصحابها، ربما تكثر الخلافات حين يُساء فهم المرء لطبيعة العلاقة واحتياجاتها وغرضه منها، تعد هذه الأمور هي الاجابات على كثيرٍ من التساؤلات والحيرة التي تسببها العلاقة للبعض أحيانًا.

أنواع العلاقات:

هناك علاقات مؤقتة أو سطحية، عادةً ما تكون هذه العلاقات هي الأقل عرضة للأزمات نظرًا لقلة التعامل وبالتالي قلة الاختلافات وسوء الفهم، ويقل فيها الأذى النفسي على عكس العلاقات الأخرى التي يزداد بها التعامل ومن ثم التصادمات والمتطلبات، التصادمات والمتطلبات بالعلاقات أمور طبيعية ومتوقَعة وصحية، لكنها تختلف من علاقة لأخرى ومن طرف لآخر، ومهما اختلفت يجب في النهاية ألا يزال الأمر صحيًا، وألا تسبب الخلافات مصدرًا للإرهاق النفسي.

يستحق المرء أن يحظي بعلاقة مريحة، خالية من الألعاب النفسية والضغوط المرهقة، هذا ما لا يُحسَب كثيرًا أو جشعًا، ولأن الخلافات أمر اعتيادي ووارد في العلاقات فيصعب التفرقة بين الخلافات الطبيعية والخلافات المؤذية وهو الأمر الذي قد يصل إلى تدمير الذات وفقد الثقة والقدرة على العطاء مجددًا.

العلاقة الصحية تعزز الشعور بالذات، وتساعد على مواجهة الضغوط لأنها تجعل المرء في حالة صحية مريحة معظم الوقت، لا يوجد بها طرف أناني أو غير آهلًا للثقة، تتميز بتبادل التقدير، تخلو من النقد غير البنّاء حيث يُعتبَر تسليط الضوء على السلبيات دون هدف غير صحيًا ومن سمات العلاقات السامة.

ما لا تستحقه أبدًا البقاء في علاقة تبتزك عاطفيًا، لأن هذا سيشعرك بالذنب تجاه الطرف الآخر فقط في البداية، ولكن سيتطور الأمر حتى ترى نفسك مذنبًا في الأمور الأخرى. التضحيات العمياء التي لا تُقدر أو لا ترى، تقديم الكثير دون الحصول على ما هو مثله، والدفاع عن نفسك في معظم المواقف يساهم في قلة تقديرك لنفسك وزيادة مستوى التوتر وإعاقة نموك الذاتي.

هناك علاقات لا يُنتظَر من مثلها شيئًا، إن كان الطرف الآخر لا يبادلك الحب أو الود، وإن كان لا يضعك في نفس المكانة، وإن كان الشخص أناني يولّي مشاغله وأحزانه الأولوية في الحديث، هذه علاقات مستهلكة ولا ينظر فيها الطرف الآخر إلا لنفسه، فإنتظار المقابل هنا لن يأتي بفائدة.

هل تجيد فهم علاقاتك؟

كما تم التوضيح سابقًا العلاقات السطحية نظرًا لفهم الغرض منها ومعرفة حدودها فلا تصحب عادةً خلافات مزعجة لأصحابها، لذا إن كنت في النوع الآخر من العلاقات والتي تتطلب اتصالًا واختلاطًا بشكل كبير عليك توضيح الآتي لنفسك:

١-طبيعة العلاقة: يجب أن تكون على علم بطبيعة العلاقة بينك وبين الطرف الآخر، هل هو صديق أم صديق مقرب، توضيح الصلة التي تربطك بالشخص الآخر ستساعدك على التعامل معه بأريحية.

٢-مصير العلاقة: هل تود من الطرف الآخر أن يظل محتفظ بمكانته في حياتك، أم أن الأمر ليس بهذه القوة ولا يحظي بتلك الدرجة من الاهتمام لديك.

٣- بعد علمك بهذه الأمور يجب أن تكون على علم بإجابات الطرف الآخر على الأسئلة السابقة، إذا كانت الاجابات متماثلة والغرض كذلك، فهنا تنتظر في علاقتك ما تستحقه، وإذا كان هناك خلل في العلاقة وعدم تشابه في غرضها بينكما فما تبحث عنه فيها قد لا تجده!

علامات العلاقة الصحية:

وضوح الطرفين أمرًا أساسيًا لأن غيابه يخلق مشكلات كثيرة، تقديم التنازلات المتبادلة، الشعور بالأمان عند الحديث عن نقاط الضعف، الإعتذار عند الخطأ أو التسبب بالألم، الاهتمام المتبادل بإستمرار العلاقة والمحافظة على بقاء الطرف الآخر، كل هذه العوامل تكمّل بعضها وكلها تبني علاقة صحية لكلا الطرفين، وغيابها يفقد العلاقة صحتها ورونقها.

كيف تخرج من علاقة مستهلكة:

إذا سألت نفسك مرارًا ولم تكن طبيعة العلاقة تجيبك على كل ما يحيرك، إذا كان يتم استغلالك من أجل تقديم المزيد وحدك أو إبتزازك عاطفيًا، وإذا كنت المذنب دومًا في رأي الطرف الآخر حين لا تكون كذلك فأنت في علاقة سامة ومستهلكة، الأمر الذي كلما سارعت في إنهائه كلما قللت الخسائر الناتجة عنه.

بداية خروجك من علاقة مستهلكة هي اعترافك بأنانية الطرف الثاني أو عدم إتزان العلاقة، يجب أن يعترف الشخص أنه تعرض للأذى ومشاعر سلبية لا يستحقها، عدم السماح للطرف الآخر بتكرار ما يثير غضبك، إتخاذ مساحة آمنة من الأفعال التي كانت السبب في تهديد سلامك النفسي، الاعتراف والخطوات اللازمة لإبعاد الأذى عنك هو ما سيجعلك تعيد تقدير ذاتك، فالعلاقات السامة تهدم كثيرًا من طاقتك وتحولك لنسخة سيئة منك وهو ما يتوجب عليك إيقافه فور استيعابك له.



   نشر في 13 يوليوز 2022  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا