منذ سنوات شاهدت فيلم "غاندى" للممثل الأنجليزي الذي جذوره أيضا من الهند وهو "بن كينجسلى" وكان رائع في الآداء وحصل علي جائزة أوسكار.

وبعد مشاهدتي للفيلم أصبحت من أشد المعجبين بالمناضل والزعيم " المهاتما غاندي" وحتي هذه اللحظة لدي القناعة بإن لا يوجد زعيم كان لديه المبادئ السامية والثقافة والبساطة مثل غاندى.

وغاندي له كتاب يحكي فيه سيرته الذاتية وأسم الكتاب "قصة تجاربي مع الحقيقة"

 The Story Of My Experiments With Truth

وفي الأفتتاحية من هذا الكتاب أختارت لكم بعض السطور حتي ندرك مدي عظمة هذا الرجل وكيف أن كل الأحداث التي نشاهدها عبر الشاشات مع الأسف ماهي إلي واقع مؤلم بعيد كل البعد عن التعاليم والمبادئ التي كافح من أجلها "غاندي".

" أن أول المبادئ يتمثل ببساطة في إيمانه القوي بإن البشر جميعا يمكنهم تخطيط حياتهم وتوجيهها وفقا لغايات الأسمي، بغض النظر عن مدي شعورهم بالضآلة أو الضعف.

لقد عاش غاندي منذ طفولته مقتنعا بإن قراراته المتعلقة بإسلوب حياته ذات أهمية وأنه يمتلك القدرة علي جعلها تتوافق مع مايراه صواب.

أما المبدأ الثاني فهو أن غاندي يقدم نموذجا لشخص متعمق في ميراثه الثقافي والديني ، وقد أصر علي أن وسائل الشر لاتفسد الغايات التي تهدف إلي تحقيقها وتحط من قيمتها فحسب، بل تحط من قدر الأشخاص الذين يلجئون إليها.

وثالث تلك المبادئ هو إصرار غاندي علي إرتباط التغير الشخصي بالقدرة علي إحداث تغير جماعي. ويحذر أيضا من عدم جدوي السعي إلي تطبيق مبادئ مثل اللاعنف والعدالة في القضايا الهامة مادام الفرد يتجاهل تطبيقها في حياته الشخصية ، وأن يبدأ المرء تطبيقها تدريجيا وبقدر صغير. يستطيع كل إنسان إذا أراد أن يخلق "مناطق سلمية" في حياته حيث يبذل قصاري جهده بغية التخلص من العنف والزيف، وبذلك سيمهد الفرد الطريق إلي عالم الغد الذي:

"سيكون , ويجب أن يكون "مجتمعا يقوم علي اللاعنف ، وقد يبدو ذلك الهدف بعيد المنال أو مثاليا غير عملي لكن تحقيقه ليس مستحيلا ، لأن يمكن البدء في تحقيقه من هنا والآن ، وإذا كان الفرد يمكنه فعل ذلك أو ليس من السهل إذن أن يتمكن مجموعة من الأفراد أو أمة بأكملها من تبني ذلك الأسلوب؟."

ونبذة مختصرة عن " غاندي" - هو المهاتما غاندي التي تعني الروح العظيمة - وقضي 20 عاما في جنوب أفريقيا يعمل علي مكافحة التمييز والتعصب في المعاملة ، كما أنه أسس حركته الخاصة ضد حكم البريطاني التي أسماها "ساتياغراها" - وقضي سنوات حياته يعمل بجد لإزالة الحكم البريطاني من الهند وتحسين حياة الطبقات الفقيرة في الهند - وقد نجد أن العديد من قادة الحقوق المدنية قد سلكوا نفس منهج غاندي ومفهومه للأحتجاج الغير عنيف مثل المناضل "مارتن لوثر كينج".

وغاندي كان يجيد اللغة الأنجليزية والفرنسية ، وأخذ دروس فى العزف علي الكمان أثناء وجوده في جنوب إفريقيا كمحامي. وكان غاندي نباتي لا يأكل اللحوم نهائيا.

وكما ذكرت في المقدمة غاندي علي المستوي الشخصي من أفضل الزعماء بالنسبة لي وله كلمات رائعة مثل : عندما تكون علي حق تستطيع أن تتحكم في أعصابك أما إذا كنت مخطئا فلن تجد غير الكلام الجارح لتفرض رأيا. أيضا من أقواله : كثيرون حول السلطة وقليلون حول الوطن.