منذ أيام أعلن المتحدث باسم الكرملين بأن الرئيس فلاديمير بوتن طالب نظيره الصينى شى جين بينج بالوقوف خلف بلاده فى حربها ضد الامبريالية الغربية ومساعدتها على الانتصار فى تلك الحرب التى تمثل كل من يريد أن يقف فى وجه الاستبداد الغربى".

تذكرت بعدها، عندما جاء زعيم الصين الكبير وقائد ثورتها "ماو تسى تونج" لمقابلة رجل الاتحاد السوفيتى الحديدى "جوزيف ستالين" رفع ماو وقتها شعار (بأن الشراكة فى العقيدة تساوى الشراكة فى التقدم).

وطالب ماو وقتها ستالين بأن يعطى الاتحاد السوفيتى عدداً من الأسرار الصناعية ، وأن يزيد الاتحاد السوفيتى المساعدات المقدمة للصين حتى تستطيع الصين الوقوف على قدميها.

وهنا توقف ستالين يعيد تقليب الأمور ، لأنه كان يعرف صعوبة دفع دولة المليار نسمة للأمام وتكلفة ذلك على الاقتصاد السوفيتى ، فى ظل معاناة سوفيتية وقتها.

وجاءت الطامة الكبرى والتى حدثت بعدها القطيعة بينهم ، عندما طلب ماو من ستالين اعطاء الصين سر السلاح النووى!!

ومن هنا كان الشقاق الذى تبعه الفراق بين الصين والاتحاد السوفيتى ، والذى قسم الكتلة الشيوعية وقتها من القلب.

وكان ستالين يقول لمساعديه "هؤلاء الصُفر سيأكلون العشب والحشرات بعد أن القينا بهم خلف ظهورنا".

كان ذلك فى أربعينات القرن الماضى ، أما اليوم فإن الدب الدب الروسى المترنح اليوم يطلب من التنين الصينى الراسخة أقدامه بالوقوف خلفه فى حربه ضد الامبريالية.

ويوماً من الأيام ، قال زعيم الاتحاد السوفيتى الأسبق "نيكتا سرجفتش خروتشوف" للزعيم القومى العربى "جمال عبد الناصر":

«لا يخدعكم زعماء الصين بكلامهم عن الثورة المستمرة. هم أول من يُدرك ضرورات الحذر وسط الأجواء الدولية المكفهرة رغم كل محاولتنا لتخفيف حدة توترها. والدليل على أنهم يفهمون ويحاولون توريط الآخرين فقط هو الطريقة التي تعاملوا بها مع الأمريكيين عندما بدأوا في ضربهم بالمدافع على جرز “كيومي” و “ماتسوى”. كانوا يردون على المدافع الأمريكية بالإنذارات الشفوية(كان ذلك وقت حرب فيتنام).

ويكمل خروتشوف قائلاً لعبد الناصر: لقد بعثت لماوتسي تونج أقول له :

«إن حالك مثل حال زوج يضبط زوجته كل يوم في الفراش مع رجل غريب وهو في كل مرة يهددها بالطلاق لكنه لا يفعل».

لكن اليوم لا يوجد فى الكرملين "نيكتا سرجفتش خروتشوف" ، بل "فلاديمير  وفيتش بوتين" ، ولا يوجد فى بكين "ماو تسى تونج" بل رجل حديدى ذو ملامح جامد اسمه "شي جين بينج" .

وتلك هى إرادة الشعوب حينما تصادف قدرة الحُكام ، وهو نفس الفارق بين فضيلة القرار وشجاعة القرار!